أدفوكات يستعد لدخول تاريخ المونديال كأكبر المدربين سناً في كأس العالم

الهولندي المخضرم ديك أدفوكات، البالغ 78 عاماً، يقترب من تحطيم رقم أوتو ريهاغل كأكبر مدرب في تاريخ كأس العالم، بعد قيادة منتخب كوراساو الصغير إلى أول تأهل في تاريخه للمونديال.

أدفوكات يستعد لدخول تاريخ المونديال كأكبر المدربين سناً في كأس العالم
في سن الثامنة والسبعين، يستعد الهولندي ديك أدفوكات لكتابة فصل جديد في تاريخ نهائيات كأس العالم، بعدما قاد منتخب كوراساو إلى أول تأهل في تاريخه إلى المونديال، ليصبح على أعتاب أن يكون أكبر المدربين سناً في تاريخ البطولة.

وكان الرقم القياسي السابق مسجلاً باسم الألماني أوتو ريهاغل، الذي بلغ 71 عاماً و317 يوماً عندما قاد منتخب اليونان في مباراته الأخيرة بدور المجموعات أمام الأرجنتين في نهائيات جنوب إفريقيا 2010، قبل أن يأتي أدفوكات ليكسر هذا الحاجز بفارق مريح في مونديال 2026.

وخلال مسيرته الطويلة على كرسي البدلاء، أشرف أدفوكات على تدريب سبعة منتخبات وطنية، من بينها ثلاث ولايات مع منتخب بلاده هولندا، الذي قاده إلى ربع نهائي كأس العالم 1994، لكن إنجازه مع كوراساو يُنظر إليه اليوم كأحد أبرز محطات مسيرته، إن لم يكن الأبرز على الإطلاق.

كوراساو، الجزيرة الصغيرة التابعة لهولندا والمتمتعة بالحكم الذاتي، لا يتجاوز عدد سكانها 150 ألف نسمة، لتُصبح بذلك أصغر دولة من حيث عدد السكان تتأهل إلى نهائيات كأس العالم، في قصة نجاح استثنائية على الصعيدين الرياضي والإنساني.

وتولى أدفوكات مسؤولية تدريب كوراساو في يناير من العام الماضي، غير أن الظروف العائلية اضطرته لمغادرة بعثة الفريق بعد وقت قصير من وصوله إلى جامايكا مطلع هذا الأسبوع، بحسب ما أعلنه اتحاد كوراساو الذي برر رحيله بـ"أسباب عائلية".

ورغم غيابه الجسدي عن دكة البدلاء في اللحظات الحاسمة، ظل المدرب الهولندي حاضراً بقراراته وتوجيهاته، حيث تابع المباراة من هولندا في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وبقي على تواصل مستمر عبر الهاتف مع مدير الفريق فاوتر يانسن، الذي نقل تعليماته إلى الطاقم الفني المساعد، المكون من دين جوري وكور بوت، بين شوطي اللقاء، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام هولندية.

وكان أدفوكات قد قال في بيان قبل مباراة التعادل الحاسم أمام جامايكا التي ضمنت بطاقة التأهل: "كان قراراً صعباً للغاية أن أترك اللاعبين هنا. اضطررت لاتخاذ هذا القرار بقلب مثقل بالحزن، لكن العائلة أهم من كرة القدم. من هولندا، سأظل على اتصال وثيق مع الطاقم الفني، ولدي ثقة كاملة في هذه المجموعة من اللاعبين".

وهكذا، يجمع أدفوكات بين واحد من أكثر المسارات التدريبية ثراءً في كرة القدم العالمية، وبين تجربة فريدة مع منتخب ناشئ كتب اسمه لأول مرة في سجل المشاركين بالمونديال، ليقترب من دخول التاريخ مجدداً، لكن هذه المرة من بوابة العمر والخبرة، كأكبر مدرب يقف على الخط في كأس العالم.