قبل أيام قليلة من انضمامه لمعسكر "أسود الأطلس" بكوت ديفوار، قضى عدلي عطلة قصيرة مع والدته بدبي. لحظة عائلية هادئة لم تَشِ بأن شيئًا جللاً كان في الأفق. يقول: "عند عودتي، أخبرتني أختي أن أمي مريضة".
عاد إلى فرنسا لمرافقتها، لكنه قرر لاحقًا الالتحاق بالمنتخب، بناءً على رغبة والدته وتطمينات الأطباء. “اتصلت بالمدرب وليد الركراكي، فقال لي: تعال متى شئت”، يروي عدلي. لكن بعد وصوله إلى كوت ديفوار، تلقى مكالمة صادمة: “اتصلت بي أختي وقالت: عُد، حالة أمي ساءت”.
عاد مسرعًا، لكن تدهور الوضع كان أسرع من أن يُلحق به. “في ظرف ثلاثة أو أربعة أيام، فارقت الحياة”، قالها عدلي بصوت مكسور .
في خضم هذه الصدمة، برز دعم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع، التي تحركت بسرعة لتأمين نقل جثمان والدته إلى المغرب، تحقيقًا لرغبتها بأن تُدفن بمسقط رأسها بمكناس.
“ساعدوني بشكل لا يوصف. خصصوا طائرة، وسهروا على الوثائق، تكفلوا بكل شيء”، عبّر عدلي بتأثروامتنان.
ورغم مرارة الفقد، لم يتخلَّ عن المشاركة في الكان.. “المدرب ترك لي حرية القرار، لكني شعرت أن هذا قدري. الله قرر أن يأخذها في ذلك الوقت. كان بإمكاني العودة إلى النادي، لكني شعرت أنني مدين للمغرب”، قالها بإصرار.
لقطات دعم الجماهير المغربية لم تغب عن باله، خصوصًا لافتة التضامن التي رفعت خلال مباراة المغرب أمام تنزانيا على مدرجات ملعب لوران بوكو. “كل ما أريده اليوم هو أن أقدّم كل ما لدي مع المنتخب، وأجعل المغاربة فخورين بي”.
يُذكر أن عدلي، البالغ من العمر 24 عامًا، لن يكون ضمن لائحة الركراكي لمباريات يونيو، بسبب الاصابة.
