إنزاغي على أعتاب المجد الأوروبي ومكانة خالدة في تاريخ إنتر

سيموني إنزاغي أمام فرصة تاريخية لقيادة إنتر نحو لقب دوري أبطال أوروبا، رغم التحديات المالية والضغوط المتراكمة، وتثبيت اسمه إلى جانب أساطير النادي.

إنزاغي على أعتاب المجد الأوروبي ومكانة خالدة في تاريخ إنتر
يقف سيموني إنزاغي، مدرب نادي إنتر ميلان الإيطالي، على أعتاب لحظة تاريخية قد تخلده في سجلات النادي، عندما يقود فريقه مساء السبت في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، على أمل تعويض خسارة لقب الدوري المحلي لصالح نابولي.

منذ توليه قيادة "النيراتزوري" في عام 2021، نجح إنزاغي في إعادة الفريق إلى مصاف الكبار أوروبيًا، بعدما بلغ نهائي المسابقة القارية الأم للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، وهو إنجاز يُعَدّ شهادة حقيقية على عمله المتقن في ظروف صعبة.

ميزانية محدودة... وطموح كبير

ورغم الأزمة المالية التي عانى منها النادي، والتي أجبرته على العمل بميزانية انتقالات متواضعة مقارنة بمنافسين أثرياء مثل باريس سان جيرمان، نجح إنزاغي في بناء منظومة جماعية متماسكة تتحدى الإمكانات المحدودة.

في نسخة إسطنبول 2023، خسر إنتر النهائي أمام مانشستر سيتي بهدف نظيف، لكن إنزاغي يعود هذه المرة أكثر جاهزية وطموحًا للتتويج باللقب الأوروبي الأغلى.

ورغم ندرة الصفقات المدوية، ضم إنتر هذا الموسم أسماء مثل البولندي بيوتر جيلينسكي، والإيراني مهدي طارمي مجانًا، إضافة إلى الحارس الإسباني جوزيب مارتينيس، فيما وصل نيكولا زاليفسكي على سبيل الإعارة. ومع ذلك، لم ينجح أي منهم في ترك بصمة حاسمة، خصوصًا طارمي الذي اكتفى بهدفين فقط – كلاهما من ضربتي جزاء.

إنجازات رغم العقبات

في ظل تقدم أعمار عناصر الفريق، من بينهم فرانتشيسكو أتشيربي (37 عامًا) وهنريك مخيتاريان (36 عامًا)، وغياب البدائل الهجومية القوية، شكّلت الرحلة الأوروبية ضغطًا بدنيًا كبيرًا على التشكيلة.

ومع ذلك، يملك إنزاغي سجلًا محترمًا مع إنتر:

لقب واحد في الدوري الإيطالي

ثلاثة ألقاب في كأس إيطاليا

ثلاثة ألقاب في كأس السوبر الإيطالية

فوز بلقب دوري الأبطال سيضعه بين عظماء إنتر إلى جانب المدرب الأسطوري هيلينيو هيريرا، الفائز بلقبين أوروبيين عامي 1964 و1965، وجوزيه مورينيو بطل الثلاثية التاريخية عام 2010.

من الظل إلى القمة

بعكس شقيقه الأكبر فيليبو إنزاغي، الذي حقق شهرة أوسع كلاعب بتتويجه بدوري الأبطال مرتين وكأس العالم، أمضى سيموني مسيرته كلاعب في الظل، معظمها مع لاتسيو، حيث فاز بلقب وحيد في الدوري عام 2000، لكنه بات اليوم متفوقًا على شقيقه كمدرب.

وبدأ سيموني مسيرته التدريبية مع فئات لاتسيو العمرية قبل أن يتولى الفريق الأول، ويحقق نتائج جيدة رغم ضعف الإمكانيات، وهو ما قاده لاحقًا إلى خلافة أنطونيو كونتي في إنتر بعد موسم التتويج بلقب السكوديتو.

وبدلاً من الاعتراض على بيع النجوم، مثل البلجيكي روميلو لوكاكو والمغربي أشرف حكيمي، تعامل إنزاغي بواقعية، معتمدًا على بناء روح جماعية، وهو النهج الذي قد يمنحه التتويج الأوروبي المنتظر ويخلد اسمه بين أساطير التدريب في القارة العجوز.