افتتاح مكتب "الفيفا" بالرباط وسط أجواء نهائي كأس إفريقيا للسيدات

افتتاح مكتب "الفيفا" بالرباط وسط أجواء نهائي كأس إفريقيا للسيدات


في خطوة غير مسبوقة على مستوى القارة الإفريقية والمنطقة العربية، تحتضن المملكة المغربية ابتداء من اليوم السبت أول مكتب إقليمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشمال إفريقيا، وذلك بمحاذاة مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، في لحظة رمزية تعكس المكانة التي بات يحتلها المغرب على مستوى صناعة كرة القدم العالمية.

الافتتاح الرسمي، الذي سيشرف عليه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، إلى جانب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، يأتي في سياق رياضي حافل، تزامنًا مع نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات "المغرب 2024"، بين المنتخب المغربي ونظيره النيجيري على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، في حفل ختامي من المرتقب أن يحضره كبار مسؤولي اللعبة قارياً ودولياً.

إنجاز نوعي في قلب المشروع الكروي المغربي

افتتاح هذا المكتب لا يندرج فقط ضمن إطار إداري صرف، بل يحمل أبعادًا رمزية وتنموية متعددة. فاختيار المغرب ليكون مقراً لمكتب الفيفا الأول في شمال إفريقيا هو اعتراف رسمي من أعلى هيئة كروية دولية بجهود المملكة في تحديث بنياتها الرياضية، واعتماد حكامة احترافية جعلت من الجامعة المغربية مرجعاً قارياً في الإدارة الكروية، والتكوين، والبنية التحتية.

كما أن قرب المكتب من مركز محمد السادس لكرة القدم، الذي أصبح يصنّف من بين أفضل المراكز التقنية في العالم، ليس أمرا اعتباطيا، بل رسالة واضحة تعكس تكامل الرؤية التي تعتمدها الفيفا مع النموذج المغربي في التطوير الرياضي.

المغرب.. من مستضيف للتظاهرات إلى صانع للقرار

اختيار المغرب لهذا الدور المحوري لا ينفصل عن الدينامية الكبيرة التي شهدها المشهد الكروي الوطني خلال العقد الأخير، حيث تحوّلت المملكة إلى منصة محورية لاحتضان كبريات التظاهرات الدولية، من بينها نهائيات كأس العالم للأندية، كأس إفريقيا للأمم للسيدات، كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وبطولة دوري أبطال إفريقيا.

ويتجلى هذا المسار في ترشيح المغرب المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، وما صاحبه من إشادات دولية بقدرة المملكة على التنظيم، فضلاً عن ترشيحه لاحتضان خمس نسخ متتالية من كأس العالم للفتيات لأقل من 17 سنة، وكأس إفريقيا للأمم 2025.

خطوة تعزز التعاون القاري وتدعم التنمية الكروية

المكتب الجديد يهدف، حسب تصريحات مسؤولي الفيفا، إلى تقريب الإدارة من الاتحادات الإفريقية، وتكريس منطق الشراكة من أجل تطوير كرة القدم على أسس مهنية، تشمل التكوين، الحكامة، والتمويل المستدام. كما يُرتقب أن يُشكّل هذا المكتب منصة دائمة لدعم مشاريع تطوير كرة القدم النسوية، وكرة القدم القاعدية، إضافة إلى برامج محاربة الفساد وتعزيز الشفافية في التسيير.

وسيحضر حفل التدشين عدد من كبار الشخصيات الرياضية، من ضمنهم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، إضافة إلى مسؤولين من الكونفدراليات القارية وعدد من ممثلي الاتحادات الوطنية، إلى جانب شخصيات حكومية مغربية، في مشهد يعكس الإشعاع المتنامي للكرة المغربية قارياً ودولياً.