الأشبال يكتبون تاريخا جديدا في المونديال

منتخب المغرب للشباب يكتب التاريخ بالتأهل إلى نهائي مونديال بعد مواجهة مشوقة مع فرنسا، مؤكّدًا أن روح الفريق الجماعية والعمل والإيمان بالقدرات تصنع الفارق أمام أعتد المدارس الكروية في العالم.

الأشبال يكتبون تاريخا جديدا في المونديال

واجه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، يوم الأربعاء، نظيره الفرنسي في نصف نهائي كأس العالم، في مباراة جمعت فريقين بمسارات مختلفة خلال البطولة.

بعد هزيمته الثقيلة أمام الولايات المتحدة (3-0) في مرحلة المجموعات، عاد المنتخب الفرنسي ليحقق فوزًا على النرويج في ربع النهائي (2-1)، فيما حافظ المغرب على أداء متين ومسار شبه خالٍ من الهزائم (خسارة غير مؤثرة أمام المكسيك)، من ضمنها انتصار سابق على نفس المنتخب الأمريكي.

المباراة، التي شهدت فرصًا كثيرة وأجواءً مشحونة بالندية، انتهت بالتعادل (1-1)، قبل أن يحسم المنتخب المغربي المباراة بركلات الترجيح (5-4)، ليضمن مقعده في النهائي ضد الفائز من مواجهة الأرجنتين وكولومبيا.

المغرب يكتب التاريخ

منذ البداية، أبدع المغرب في وسط الميدان، مستفيدًا من عمل ممتاز لحسام الصادق، وظهر ذلك في أول فرصة عبر عثمان معما الذي أطاح بالكرة بجانب القائم. وردّ الفرنسي ميسم بنما بسرعة، لكن الحارس المغربي يانيس بنشاوش تصدى ببراعة.

الجديد الذي أدرجته الفيفا هذه النسخة من البطولة، وهو "البطاقة الخضراء" مع تقنية VAR، أسفر عن ركلة جزاء للمغرب بعد مخالفة من أندريه لو بورغ على إسماعيل بعوف، سجلها ياسر الزبيري بنجاح في الدقيقة 32.

بعدها واجه المنتخب الفرنسي صعوبات عديدة، فيما حاول لاعبوه العودة للنتيجة، لكن تدخلات الحارس إسماعيل باختي وتصديات يانيس بنشاوش حالت دون ذلك، قبل أن يضطر الأخير لمغادرة الملعب للإصابة، ويكمل إبراهيم غوميس المهمة.

الأشبال يكتبون تاريخا جديدا في المونديال

الشجاعة المغربية تصنع الفارق

مع اقتراب المباراة من نهايتها، ظهرت الإرهاق والضغط على الفريقين، وازدادت التوترات على أرضية الميدان. رغم ذلك، حافظ المغرب على الانضباط الجماعي وروح الفريق، ليصل إلى ركلات الترجيح التي برع فيها الحارس عبد الحكيم المصباحي، مانعًا الهدف الحاسم لفرنسا، ليكتب المغرب فصلًا جديدًا في تاريخه الكروي بعد 13 سنة من جيل بوغبا وأومتتي وأريولا.

العمل والثقة يصنعان الانجاز أمام القوى الكروية

حين انطلقت ركلات الترجيح في ملعب "إل تينيينتي" بالشيلي، لم تكن مجرد مباراة، بل لحظة تاريخية اختصرت مسار جيل كامل من "أشبال الأطلس". الفوز على فرنسا جاء نتيجة انسجام جماعي وروح قتالية عالية، وساهم في إبراز أسماء بارزة مثل إسماعيل بعوف، ياسر الزبيري، جسيم ياسين وحسام الصادق، الذين أصبحوا رموزًا للمدرسة المغربية الحديثة.

التأهل إلى النهائي لا يمثل مجرد وصول إلى مباراة أخرى، بل شهادة على نجاح مشروع التكوين المغربي، على أن الاستثمار في الشباب والانضباط الجماعي هو الطريق الأقصر نحو القمم. مهما كانت نتيجة النهائي، فإن المغرب أكسب التاريخ درسًا: أن العمل المنظم والإيمان بالقدرات الوطنية يمكن أن يصنع الإنجاز حتى في مواجهة أقوى الفرق العالمية.

الأشبال يكتبون تاريخا جديدا في المونديال