الجمع العام الانتخابي للرجاء: محطة مفصلية تاريخية ترسم ملامح المستقبل

يعيش نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، اليوم الاثنين 7 يوليوز 2025، على وقع محطة فارقة في تاريخه، مع انعقاد جمعه العام الانتخابي بمدينة الدار البيضاء، الذي يقام بفندق إيدو أنفا بالدار البيضاء، في ظرفية دقيقة يراهن فيها عشاق الفريق الأخضر على إعادة الاستقرار إلى مؤسسة بحجم الفريق الأخضر، ذات الامتداد الرياضي والشعبي الكبير.

هذا الجمع العام ينعقد بعد موسم صعب على المستويات التنظيمية والمالية والرياضية، وفي أجواء تطغى عليها الرغبة في تجاوز تراكمات السنوات الأخيرة، وترسيخ قواعد جديدة للحكامة والتدبير العصري.

مرشحون بخلفيات مختلفة

يشهد هذا الجمع تنافسا بين ثلاثة أسماء بارزة:

+ عبد الله برواين، الذي تولى رئاسة الرجاء بعد استقالة الرئيس عادل هالا في فترة انتقالية حساسة، وتمكن من تهدئة الأجواء وإعادة حد أدنى من التوازن التنظيمي، خاصة بعدما اقنع ركائز الفريق بتجديد عقودهم، كآدم النفاتي، ومحمد بولكسوت، وصابر بوكرين، والتعاقد مع العميد السابق بدر بانون.

+ جواد الزيات، الرئيس الأسبق، الذي يستند إلى حصيلة مهمة خلال ولايته السابقة، والتي عرفت تتويج الفريق بعدة ألقاب وتحقيق نتائج مالية إيجابية.

+ سعيد حسبان، الذي تثير عودته نقاشا واسعا بين مؤيدين يعتبرون تجربته مفهومة في سياق صعب، ومعارضين يستحضرون تحديات تلك المرحلة، وعلى رأسهم مجموعة "الكوفاسود".

قضايا حيوية

بصرف النظر عن الفائز في هذا الاستحقاق، فإن الرئاسة المقبلة ستكون مطالبة بمعالجة ملفات استراتيجية لا تقبل التأجيل، أبرزها تسوية الوضعية المالية للنادي وضمان موارد مستدامة، في ظل الطفرة الاستثمارية التي تعرفها الأندية المغربية، وتنزيل مشروع الشركة الرياضية بشكل عملي بما يضمن استقلالية التدبير والتمويل، مع احترام الأبعاد التاريخية للنادي وجماهيريته العريضة، وإعادة بناء الثقة الداخلية والخارجية مع مكونات الفريق، من منخرطين وجمهور وشركاء، عبر تكريس الشفافية والوضوح في القرارات والتوجهات.

نقل مباشر.. دون حضور الإعلام

قرار إدارة النادي بإغلاق أبواب الجمع أمام الإعلاميين والاكتفاء بالنقل المباشر عبر صفحة النادي الرسمية، يعكس حرصا على التحكم في مجريات النقاش وتفادي التسريبات الفورية، لكنه، أيضا، خطوة قد يعتبرها البعض تراجعا عن روح الشفافية والعلنية التي تنادي بها قواعد الحكامة الجيدة.

وينظر إلى الجمع العام الانتخابي للرجاء باعتباره فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتكريس مرحلة جديدة، تزاوج بين تثمين المكتسبات وتصحيح الاختلالات. وهي محطة مفصلية سيكون لها أثر مباشر على مسار الفريق، في ظرفية محلية وإفريقية لا تحتمل مزيدا من التراجع أو عدم وضوح الرؤية.