لم تكن ندوة وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، مجرد محطة تقنية تسبق المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا 2025، بل تحولت إلى لحظة مكاشفة كاملة، حملت رسائل متعددة الاتجاهات، واحدة لغرفة الملابس، وأخرى مباشرة إلى المدرجات، في توقيت يدرك فيه الجميع أن المغرب لا يفتتح بطولة قارية فقط، بل يفتتح رهانًا وطنيًا بثقل التاريخ والتوقعات.
وقال الناخب الوطني، اليوم السبت، خلال الندوة الصحفية التي تسبق لقاء جزر القمر، "حكيمي قام بكل ما يلزم ليكون حاضرا مع المنتخب، واتخذ قرارات كبيرة، والآن الكرة في ملعبي. القرار النهائي بشأن إشراكه أساسيًا أو عدم المجازفة به سيتم اتخاذه خلال الـ24 ساعة المقبلة".
حديث الركراكي عن حكيمي لم يكن تقنيًا صرفا، بل حمل بعدا أخلاقيا واضحا، كرسالة غير مباشرة لبقية اللاعبين مفادها أن القميص الوطني لا يرتدى بالجاهزية البدنية فقط، بل بالاستعداد للتضحية واتخاذ القرارات الصعبة.وكان أقوى رسائل الندوة لم تكن موجهة إلى اللاعبين وحدهم، بل إلى المدرجات، إذ خاطب الركراكي الجماهير بلغة صريحة ..المنتخب لا يحتاج جمهور الفرجة، بل جمهور “الضغط”.
وأضاف الركراكي "لا أريد جمهورا يأتي لالتقاط الصور أو الانشغال بالأكل. أريد جماهير تصنع الفارق. عندما كنت في الوداد، لم يكن اللاعبون يسمعون توجيهاتي بسبب قوة التشجيع، وأتمنى أن يتكرر ذلك غدا".
وأكد الركراكي أن التتويج باللقب القاري يتطلب تضافر جهود جميع المكونات، من طاقم تقني ولاعبين وجماهير، مبرزا أن الاستعداد لهذه النسخة انطلق مباشرة بعد نهاية النسخة الماضية، في إطار مشروع واضح يهدف إلى المنافسة على اللقب وإسعاد الجماهير المغربية.
وتجرى مباراة المنتخب الوطني المغربي أمام نظيره منتخب جزر القمر، غدا الأحد، ابتداءً من الساعة الثامنة مساء، بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي تحتضنها المملكة إلى غاية 18 يناير 2026.
الركراكي يوجّه رسالة قوية للجماهير المغربية
لم تكن ندوة وليد الركراكي مجرد حديث تقني يسبق افتتاح “الكان”، بل رسالة واضحة للجميع.. قرار حاسم بخصوص أشرف حكيمي، ودعوة صريحة للجماهير لتكون عنصر ضغط لا مجرد حضور. بين الجرأة والحذر، يفتح مدرب “أسود الأطلس” ليلة الافتتاح على رهان وطني يتجاوز مباراة جزر القمر.