المدرب راكونتدراب... عقلية تكتيكية تقود مدغشقر لمجد إفريقي جديد
للمرة الثانية تواليًا، يبلغ منتخب مدغشقر نصف نهائي الشان تحت قيادة المدرب راكونتدراب، في رحلة تؤكد أن الانضباط والعمل الجماعي أقصر الطرق نحو النجاح القاري.

نجح مدرب منتخب مدغشقر، روموالد راكونتدراب، في ظل المنافسة القوية والضغط الكبير، في بطولة أمم إفريقيا للمحليين (شان)، في قيادة منتخب بلده إلى النهائي لأول مرة في تاريخه والثانية على التوالي إلى دور النصف، ليؤكد على أسلوبه التكتيكي المُميز، وقدرته على بناء منتخب متجانس قادر على الصمود أمام أقوى المنتخبات الإفريقية، مع التطلع دائما لمستقبل أفضل في مختلف المنافسات القارية والدولية.
الانضباط التكتيكي في المقام الأول
بدأ مشوار، مدغشقر، ضمن النسخة الحالية، في مجموعة صعبة ضمت أندية قوية، مثل البلد المُضيف، تنزانيا، بوركينافاسو، موريتانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى. ورغم ذلك، تميز المنتخب الملغاشي، بقيادة مدربه، راكونتدراب، بالانضباط التكتيكي، مما أتاح له السيطرة على المباريات وتفادي المفاجآت. حيث تأهلت مدغشقر إلى ربع النهائي عن جدارة واستحقاق بعدما احتلت المركز الثاني برصيد 7 نقاط كاملة.
كشفت المباريات ضمن المجموعة الثانية قدرة المدرب، راكونتدراب، على التكيف مع كل منافس، مستفيدًا من تدريبه للاعبين على ضبط النفس وإدارة ضغط المباريات. وكان التوازن بين الدفاع والهجوم أحد أسرار "الباريا" في التأهل بسهولة نسبية إلى الدور ربع النهائي.
قال، راكونتدراب، في حديثه عن مشوار منتخب بلده في البطولة: "قوتنا كانت في وحدتنا، روح العمل الجماعي هي التي دفعتنا للتقدم إلى الأمام. لدينا لاعبون يمكن أن يحدثوا الفارق، ولدينا الآن الإيمان بقوة العمل الجماعي".
ربع النهائي: الإصرار في لحظة الحسم
واجه منتخب مدغشقر، في مباراة ربع النهائي نظيره الكيني في العاصمة نيروبي، تحديًا كبيرًا. انتهت المباراة بنتيجة 1-1 بعد الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن يحسم الملغاشيون التأهل بركلات الترجيح. كان التحضير النفسي والبدني من قبل، راكونتدراب، واضحًا في ثبات اللاعبين، حيث تصدى الحارس المخضرم، ميشال رامانديمبوسوا تولدو، لركلة جزاء حاسمة. قال المدرب، ركونتدراب، بعد التأهل إلى نصف النهائي: "الفوز على كينيا أمام جماهيرها وفي ديارها كان جيداً من الناحية النفسية لمنتخبنا وسنستغله.
التكتيك والقيادة: عقلية "الباريا"
أبرزت مباريات مدغشقر في البطولة قدرة، راكونتدراب، على قراءة المنافس وتوظيف عناصره بشكل مثالي. لاعبو المنتخب الملغاشي نفذوا الخطط التكتيكية بدقة عالية، مما جعلهم قادرين على مجاراة الضغط النفسي والبدني طوال المباريات. كان أيضا التجانس بين اللاعبين الشباب والخبرة المتاحة في التشكيلة، أحد العوامل الحاسمة في بناء مشروع وطني مستدام.
قال المدرب، راكونتدراب، في تصريحاته: "لم نعد ضيوفًا، بل منافسون على اللقب"، مؤكدًا أن التأهل المتكرر إلى نصف النهائي ليس مجرد حظ، بل نتيجة عمل متكامل بدأ من تطوير البرامج التدريبية وصولًا إلى التحضير النفسي.
مستقبل مشرق ومنافسة مستمر
يعكس نجاح مدغشقر في هذه النهائيات، تطورًا ملموسًا في الكرة المحلية، ويعطي المنتخب الملغاشي دفعة قوية قبل نصف النهائي المرتقب أمام السودان، الذي قال بشأنه، راكونتدراب، في تصريحاته: "السودان منتخب قوي للغاية، وفاز على منتخب صعب وتأهل في صدارة مجموعة صعبة." أظهر منتخب السودان قدرة على مواجهة الضغوط وتحويلها إلى قوة، مما يضعه في مصاف المنتخبات المُرشحة لتقديم أداء مميز وربما الوصول إلى النهائي لأول مرة في تاريخه.
فرصة جديدة لكتابة التاريخ
كتب المدرب، راكونتدراب، رفقة أشباله في عام مليء بالتحديات، فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم في مدغشقر. القدرة على التأهل للمرة الثانية على التوالي إلى نصف النهائي يؤكد على ذكائه التكتيكي، صبره، وروح العمل الجماعي التي زرعها في لاعبيه.
سيترقب الجميع ما إذا كان مدرب "الباريا" سيقود بلاده إلى التتويج باللقب ويكتب التاريخ لأول مرة، ليؤكد بدلك أن كرة القدم بالنسبة له أكثر من مجرد نتائج، بل هي بمثابة مشروع وطموح مستمر.