حماس تونسي "مفرط" وهدوء مغربي قبل ودية فاس

قبل أيام من القمة الودية المغاربية المرتقبة بين المغرب وتونس، أطلق القائد التونسي فرجاني ساسي تصريحات نارية حول نوايا منتخب بلاده في مباراة فاس، مدعومًا بحماس كبير من إعلاميين ومحليين تونسيين، في وقت التزم فيه لاعبو "أسود الأطلس" الهدوء، ما يعكس الفارق في القيمة والتوازن والثقة .

حماس  تونسي "مفرط" وهدوء مغربي قبل ودية فاس
تتجه الأنظار مساء الجمعة 6 يونيو نحو ملعب فاس الكبير، حيث تحتضن المدينة مباراة ودية ذات طابع خاص بين المنتخبين المغربي والتونسي.

ورغم صفتها غير الرسمية، إلا أن الأجواء المشحونة والتصريحات المتداولة توحي بمواجهة تنافسية بطابع "ديربي مغاربي" صِرف، من جانب واحد على الأقل.

وأطلق فرجاني ساسي، قائد "نسور قرطاج"، شرارة التحدي من خلال تصريحات نارية للتلفزيون التونسي، قال فيها:

"نحن ذاهبون إلى المغرب من أجل الانتصار. ربما يظنون أنها مجرد مباراة احتفالية أو افتتاح ملعب، لكنهم سيكتشفون أن التونسيين رجال حقيقيون. سنعود بالفوز."

هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعًا، خاصة أنها جاءت مرفوقة بتغطية إعلامية تونسية مكثفة، تبناها محللون وإعلاميون تحدثوا بحماس مفرط، معتبرين أن تونس أقوى من المغرب في الظرف الحالي، وأن "الأسود" سيكونون في موقف صعب أمام منتخبهم.

وفي المقابل، فضل لاعبو المنتخب المغربي، بقيادة وليد الركراكي، التعامل مع اللقاء بهدوء واحترافية، مكتفين بوصفه كمباراة ودية ضمن سلسلة الاستعدادات الجارية لكأس إفريقيا للأمم المقبلة، التي ستحتضنها المملكة.

هذا التباين في التعاطي الإعلامي والذهني يعكس قيمة التحول الذي شهده المنتخب الوطني المغربي بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022، حيث أصبح أول منتخب إفريقي يبلغ نصف النهائي، وأنهى المنافسات في المركز الرابع عالميًا. وهو إنجاز رفع سقف التوقعات، ووضع "أسود الأطلس" في موقع المنتخبات الكبيرة التي تختار مباريات الإعداد بعناية وتتعامل معها بمسؤولية لا بهوس استعراضي.

أما من الناحية التقنية، فتدخل تونس المباراة بثقة متجددة بعد فوزها 2-0 على بوركينا فاسو، ما أعطى دفعة قوية للمدرب سامي الطرابلسي ولاعبيه. بينما يدخل المنتخب المغربي المواجهة مدعومًا بجمهوره وبحماس تجديد ملعب فاس الكبير، لكن بعقلية احترافية تحرص على ضمان الجاهزية دون انجرار وراء التصريحات الجانبية.

ورغم الطابع الودي الرسمي، تبقى المواجهة محمّلة بالرمزية والمنافسة، ومقدمة حقيقية لجو التحدي الذي تسهده عادة المباريات المغاربية.