المغرب يكتسح إفريقيا.. والعين على "التاج الكبير"

بعد تتويجه بلقبي كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة وكرة القدم داخل القاعة سيدات، يتطلع المغرب لإكمال سلسلة تاريخية من الألقاب، خاصة مع تنظيمه لنسختي كأس إفريقيا للرجال والسيدات على أرضه هذه السنة، وسط دعم جماهيري واستراتيجية رياضية طموحة.

المغرب يكتسح إفريقيا.. والعين على "التاج الكبير"


افتتحت الكرة المغربية سنة 2025 بأداء قاري مذهل توّجه بلقبين في ظرف أسبوع واحد، ما يعزّز طموحاته لفرض هيمنة غير مسبوقة على كرة القدم الإفريقية في مختلف الفئات.

البداية كانت من مدينة المحمدية، حيث حقق أشبال الأطلس لقب كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة لأول مرة في تاريخهم بعد تعادل سلبي أمام مالي وحسم المباراة بضربات الترجيح (4-2)، بتألق لافت من الحارس شعيب بلعروش.

بعدها بأيام قليلة، احتضنت قاعة مولاي عبد الله بالرباط مباراة نهائية نارية انتهت بتتويج المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة سيدات على حساب تنزانيا (3-2)، وسط أجواء جماهيرية حماسية.

هذه الانطلاقة القوية تأتي في عام حاسم للمملكة، حيث تستضيف نسختين من كأس إفريقيا: النسخة الرجالية (من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026) والنسخة النسوية (من 5 إلى 26 يوليوز 2025)، إلى جانب طموحات في كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة الجارية حالياً بمصر، وكأس إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) المرتقب تنظيمه في ثلاث دول من شرق إفريقيا. وحدها بطولة كرة القدم الشاطئية الإفريقية لن تكون ضمن أجندة هذه السنة.

هل يتجاوز المغرب إنجاز السنغال؟

السيناريو الذي حققته السنغال قبل عامين يبقى مصدر إلهام، فقد توّج "أسود التيرانغا" بخمسة ألقاب قارية بين 2022 و2023، من بينها كأس إفريقيا، والشان، والكان للفئات العمرية، المغرب، من جهته، يحتفظ بلقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة (2023) وكأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة رجال (2024)، ما يعني أن إحرازه لألقاب كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة الجاري حاليا بمصر، وكان السيدات، والشان، وكأس إفريقيا 2025 سيضعه في مستوى يتجاوز الرقم السنغالي.

العنصر الحاسم هنا هو تنظيمه لاثنين من هذه المسابقات على أرضه، ما يمنحه أفضلية واضحة لتحقيق نتائج قوية.

استثمار طويل يؤتي ثماره

هذا الزخم لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة عقد من العمل الاستراتيجي بقيادة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال إصلاحات في التكوين، البنية التحتية والحكامة، ويمكن اعتبار نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر أبرز تجليات هذا التطور، كأول إنجاز من نوعه لمنتخب إفريقي.

واليوم، يتجاوز الطموح المحلي إلى المستوى العالمي، مع الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، حيث يُراهن على كرة القدم كأداة للنفوذ الناعم والتأثير الثقافي في إفريقيا والعالم.

الكان..اللّقب الأصعب

لكن الرهان الأصعب ما يزال قائماً، الفوز بلقب كأس إفريقيا للمنتخبات الأولى. فمنذ تتويج 1976، لم ينجح أسود الأطلس في معانقة الكأس، رغم الحضور المنتظم في النهائيات، الإقصاء أمام جنوب إفريقيا في ثمن نهائي النسخة الأخيرة أعاد طرح التساؤلات، وهو ما يجعل نسخة دجنبر المقبل على أرض الوطن امتحاناً حاسماً لجيل ذهبي يتطلع لتحقيق اللقب وإهداء المغرب لحظة مجد طال انتظارها.