كسر ميكا ميشي عميد المنتخب الكونغولي المحلي في كرة القدم، الصمت، بإطلاقه لصرخة مدوّية، عقب الهزيمة أمام المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، برسم الجولة الرابعة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى، والتي حتمت عليه مغادرة كأس إفريقيا للاعبين المحليين، المقامة بأوغندا، تنزانيا، وكينيا.
وقال ميشي عبر مقطع فيديو نشره الاتحاد المحلي، حمل نبرة احتجاج واستغاثة، "حتى وإن لم نعد هنا، ساعدوا هؤلاء اللاعبين الشباب. هناك معاناة حقيقية. لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، فهذا لا يليق بمنتخب وطني."
وعبّر ميشي بمرارة عن الإحباط الذي يشعر به جراء ما وصفه بـ"التمييز في المعاملة" بين منتخب الكبار (المنتخب الأول) وباقي الفئات، قائلا "أنا ضمن صفوف المنتخب منذ 2012. المنتخب الوطني ليس فقط منتخب الكبار. في باقي الفئات، التحضيرات دائمًا غير منظمة وتبدأ متأخرة. يجب أن نحصل جميعًا على نفس الحقوق والامتيازات".وختم ميشي تصريحه بالقول "لقد حان وقت التغيير، وبشكل حقيقي...من دون إصلاح جذري، سيظلّ مصير المواهب المحلية في الكونغو الديمقراطية هو التهميش، والتراجع، وربما الاختفاء بصمت مؤلم".
وأفادت وسائل إعلام مطلعة، أن تصريحات ميشي تعكس أزمة أعمق من مجرد إخفاق رياضي. فمنذ انطلاق الاستعدادات، واجه منتخب المحليين معاناة كبيرة: تأخر صرف مستحقات الإقامة والإعاشة، مما أدى إلى حرمان اللاعبين من الطعام والتداريب ليوم كامل في كينشاسا، ثم إلغاء معسكر الجزائر في اللحظة الأخيرة بسبب استئناف مفاجئ للدوري المحلي. أما مباريات الإعداد، فكانت ضد فرق مغمورة، لا تليق بتحضيرات لمسابقة قارية...وفوق كل ذلك، وصلت بعض العناصر متأخرة إلى معسكر المنتخب في كينيا، على غرار ديوبيني ندانغالا، ليندا متانغي، ولولندو مانسانغا، بسبب مشاكل إدارية، مما أثّر سلبًا على الانسجام داخل المجموعة. وسط هذا التخبّط، لم يستطع المنتخب استعادة الروح الجماعية التي طالما ميّزته في بطولات سابقة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الهزيمة أمام المغرب لم تكن مجرد خسارة رياضية، بل لحظة كاشفة لأزمة بنيوية عميقة، مبرزة أن تصريح عميد المنتخب يمثل نقطة تحول، ويُعيد إلى الأذهان احتجاجات سابقة عرفها المنتخب النسوي للبلاد، والتي اشتكت بدورها من غياب الحد الأدنى من التنظيم والاحترام.
يذكر أن منتخب الكونغو الديمقراطية ودّع البطولة مبكرًا، من دور المجموعات، للمرة الثانية على التوالي، بعد خسارتها أمام المغرب، لكن هذه الخسارة جاءت بطعم أكثر مرارة من سابقتها، في ظل ظروف إعداد وتهيئة وُصفت بغير المقبولة، ولا ترقى إلى مستوى منتخب يمثل بلداً ذا باع طويل في كرة القدم الإفريقية.
بعد الهزيمة أمام المغرب...عميد منتخب الكونغو الديموقراطية يطلق صرخة مدوية
خروج مؤلم من كأس إفريقيا للاعبين المحليين فجّر موجة غضب داخل صفوف منتخب الكونغو الديمقراطية، قادها القائد ميكا ميشي بتصريحات صادمة كشفت هشاشة البنية التنظيمية، وفضحت واقع الإهمال والتمييز بين الفئات الكروية داخل الاتحاد المحلي.