وبعد أداء مثالي في الشوط الأول، تقدمت فيه المغربيات بهدفين نظيفين، انهارت "اللبؤات" في الشوط الثاني، وتحديدًا خلال آخر نصف ساعة، وتلقت شباك الرميشي ثلاثة أهداف، في "ريمونتادا" نيجيرية مؤلمة حرمت المغرب من التتويج وسط جماهيره.
هذا السيناريو المتكرر أعاد إلى الواجهة نقاشًا حساسًا: هل يشهد المنتخب الوطني النسوي نهاية جيل؟ وهل آن الأوان لإحداث تغيير جذري في التشكيلة، والبدء في ضخ دماء شابة استعدادًا للمستقبل؟جيل مخضرم... أم نهاية دورة؟
في تشكيلة المدرب الإسباني خورخي فيلدا الأساسية خلال النهائي، برز وجود ست لاعبات تجاوزن الثلاثين من العمر، خديجة الرميشي (35 سنة) وعزيزة الرباح (39 سنة) وحنان آيت الحاح (30 سنة) وغزلان الشباك (34 سنة) ونجاة بدري ( 37 سنة) وابتسام جرايدي (32 سنة).
فباستثناء بعض اللاعبات المخضرمات وهن قلة، اللاتي قدّمن أداءً فرديًا مميزًا، بدا واضحًا أن العديد من الأسماء الأساسية الأخرى لم تعد قادرة بدنيًا على مجاراة نسق مباريات قارية من هذا المستوى، ما طرح علامات استفهام حول جدوى الإبقاء على الهيكل الحالي للمنتخب الوطني.
ثورة فنية أم تدرج محسوب؟
مع استضافة المغرب للنسخة المقبلة من "الكان" في 2026، التي ستكون حاسمة في التأهل إلى كأس العالم للسيدات 2027، سيكون على الطاقم التقني اتخاذ قرار مصيري: هل يقود ثورة فنية شاملة تقوم على تجديد المنتخب وإعطاء الفرصة للجيل الشاب؟ أم يراهن على الخبرة والتجربة في سياق تراكمي قصير الأمد؟
لكن واقع التحديات المرتقبة يفرض الحذر، فالفترة الفاصلة بين اليوم والاستحقاقات المقبلة ليست كافية لتحضير فريق جديد كليًا، خصوصًا في ظل ندرة البدائل الجاهزة، وصعوبة دمج عناصر شابة بشكل سريع وفعّال.
مهمة معقدة تنتظر فيلدا
في ظل هذا المعطى، تلوح أمام المدرب خورخي فيلدا مهمة دقيقة ومعقد، تتمثل في بناء توازن بين الحفاظ على الركائز التي ما زالت قادرة على العطاء، وإدخال عناصر جديدة تمنح الفريق روحًا متجددة. ومع تزايد الضغط الجماهيري والإعلامي، فإن أي تعثر جديد قد يعجّل برحيل المدرب الإسباني الذي تعرّض لانتقادات بسبب خياراته التكتيكية والتغييرات المتأخرة.
المنتخب المغربي النسوي وصل إلى نقطة مفصلية، والتعامل مع هذه المرحلة سيكون حاسمًا في تحديد ملامح مستقبل اللعبة النسوية في البلاد، خصوصًا وأن الجيل الحالي، رغم إنجازاته، لم ينجح في معانقة اللقب القاري في مناسبتين على أرضه.