عزّز المنتخب المغربي حضوره القوي على الساحة العالمية والقارية والعربية، بعدما أحرز لقب كأس العرب 2025 عقب انتصاره على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف لهدفين بعد التمديد، مؤكّدًا بذلك دينامية إيجابية بدأت تتبلور منذ صيف 2024، وأثمرت حصيلة غير مسبوقة خلال ستة عشر شهرًا فقط.
ويُعد طارق السكتيوي أحد أبرز مهندسي هذا المسار، بعد أن نجح في ترك بصمته على أكثر من واجهة، سواء مع المنتخب الأولمبي أو منتخب المحليين أو الرديف.
فمنذ تعيينه في فبراير 2024 على رأس المنتخب الأولمبي، قاد السكتيوي “أشبال الأطلس” إلى تحقيق الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، في إنجاز تاريخي غير مسبوق لكرة القدم المغربية على المستوى الأولمبي.
ولم يتوقف النجاح عند هذا الحد، إذ واصل الإطار الوطني توهجه بقيادة المنتخب المحلي إلى التتويج بلقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) في غشت 2025، قبل أن يضيف لقب كأس العرب إلى سجله، مؤكّدًا قدرته على التعامل مع مجموعات مختلفة وسياقات تنافسية متباينة، وفرض هوية واضحة داخل المنتخبات التي أشرف عليها.
ثلاثة ألقاب كبرى في ظرف زمني قصير، تعكس نجاعة الاختيارات التقنية، وتبرز شخصية مدرب استطاع فرض نفسه في المنتخبات الوطنية، رغم مسار متقلب على مستوى الأندية، حيث تعاقب على عدة تجارب دون استقرار طويل.
ولا تنفصل إنجازات السكتيوي عن السياق العام الذي تعيشه الكرة المغربية، إذ شهدت الفئات السنية بدورها نجاحات لافتة. فقد قاد محمد وهبي المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة إلى التتويج بلقب كأس العالم 2025، بعد بلوغ نهائي كأس إفريقيا، فيما بصم نبيل باها على إنجاز قاري آخر بتتويجه بكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، مؤكدًا بروز جيل واعد تقنيًا وبشريًا.
هذه النتائج المتراكمة تعكس عمق المشروع الكروي الوطني، سواء على مستوى التكوين أو التأطير، وتبرز الأثر الإيجابي للعمل الهيكلي الذي تقوده أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، إلى جانب تكوين أطر تدريبية قادرة على صناعة الفارق.
وفي ظل هذا الزخم، يبقى المنتخب الأول بقيادة وليد الركراكي أمام اختبار حاسم في كأس إفريقيا للأمم 2025. فبعد إنجاز مونديال قطر 2022، تتجه الأنظار إلى قدرة “أسود الأطلس” على ترجمة هذا المسار التصاعدي إلى لقب قاري، في وقت بات فيه المغرب يتوفر على رصيد وافر من الكفاءات التدريبية الوطنية القادرة على قيادة المنتخبات نحو منصات التتويج.