"سبور استراتيجي"...المغرب يسعى ليصبح مركزا محوريا لكرة القدم إفريقيا وعالميا

في مقال تحليلي مطول، كشف موقع "سيور استراتيجي" عن البعد العميق لاستعدادات المغرب لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق فقط بالتحضير الرياضي، بل بتجسيد رؤية تنموية بدأت منذ سنوات.

"سبور استراتيجي"...المغرب يسعى ليصبح مركزا محوريا لكرة القدم إفريقيا وعالميا
خصص موقع "سيور استراتيجي"، مقالا مهما عنونه بـ "كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030: كرة القدم في المغرب تندمج ضمن مسار تنموي مستمر"، بدأه "في مطلع سبتمبر، وتحت شمس لاهبة، استقبلت أرضية ملعب ابن بطوطة بمدينة طنجة نحو خمسين صحفيًا ومؤثرًا. في المدرجات، تقاطعت خوذ البناء مع عدسات الكاميرات، في مشهد يعكس الحراك والزخم الإعلامي الذي رافق هذه الزيارة".

وتابع المصدر "وعلى بُعد أشهر قليلة من انطلاق كأس الأمم الإفريقية، المقررة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، اكتسبت هذه الجولة طابعًا رمزيًا قويًا، أشبه باختبار واقعي شامل. فعلى الرغم من أنها كانت تُقدّم رسميًا على أنها جولة تفقدية استعدادًا للبطولة، فإن الرسالة التي أراد المغرب إيصالها كانت أعمق بكثير: ما يجري ليس محاولة لتدارك التأخر، بل تنفيذ لرؤية طويلة الأمد ومخطط لها مسبقًا. فهنا، لا تُشكّل كأس إفريقيا للأمم ولا مونديال 2030 نقطة انطلاق، بل تتويجًا لمسار تخطيطي بدأ منذ سنوات".

وكشف المصدر "في طنجة وحدها، بلغت قيمة الاستثمارات 3,6 ملايير درهم (أي نحو 360 مليون دولار). وشملت أعمال التحديث كل شيء، من المدرجات إلى الهياكل الضخمة، مرورًا بالمقصورات الفاخرة والمساحات العامة. وكما هو الحال في الرباط، يتم إنجاز الأشغال دفعة واحدة، لتتماشى مباشرة مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بكأس العالم 2030. وتضم لائحة المدن المحتضنة أيضًا مراكش، أكادير، فاس والدار البيضاء، حيث تشهد كل منها عمليات تحديث واسعة للبنية التحتية الرياضية لضمان تجربة تضاهي كبرى البطولات العالمية".

"سبور استراتيجي"...المغرب يسعى ليصبح مركزا محوريا لكرة القدم إفريقيا وعالميا


وأبرز المقال"لا يقتصر المشروع على الملاعب، بل يمتد إلى الاستفادة من البنية التحتية القائمة والمتكاملة. فشبكة المواصلات، وفي مقدمتها القطار فائق السرعة "البُراق"، تُعدُّ عنصرًا محوريًا في هذا المخطط. هذا القطار، الوحيد من نوعه في إفريقيا، دخل الخدمة عام 2018، ويصل حاليًا بين طنجة والدار البيضاء في ساعتين وعشر دقائق فقط، بعد أن كانت الرحلة تستغرق نحو خمس ساعات، ومن المقرر تمديده ليصل إلى مراكش".

وأورد المصدر تصريحا لعمر خياري، مستشار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جاء فيه "كان القطار فائق السرعة جاهزًا قبل أن نعلم حتى أننا سننظم كأس إفريقيا 2025 أو كأس العالم 2030". هذا الربط السككي يُجسّد فلسفة المشروع: البطولات ليست ذريعة للإنجازات، بل مناسبة لإبراز ما تم بناؤه بالفعل.

وختم المقال حديثه بالقول "هذه الرؤية لا تنبع من ظرفية آنية، بل من استراتيجية طويلة المدى. فالمغرب يسعى لأن يصبح مركزًا محوريًا لكرة القدم على الصعيدين الإفريقي والعالمي، "البلد لا يبني من أجل كرة القدم، بل يستقبل كرة القدم لأنه بُني أصلا"، يضيف عمر خياري. طموح المملكة يتجاوز الملاعب، فهو يقوم على قناعة بأن الرياضة أداة للوحدة والتضامن الإفريقي. بالنسبة للمغرب، كأس إفريقيا 2025 ليست نهاية الطريق، بل محطة جديدة تؤكد أن المملكة باتت تلعب في مصاف الدول الرياضية الكبرى".