لعب له المغربي بوطيب...يني ملاطيا التركي أسوأ فريق في أوروبا

في واحدة من أكثر القصص مأساوية في تاريخ الكرة الأوروبية، ينهار يني ملاطيا سبور التركي بالكامل، مختتمًا موسمه في الدرجة الثانية برصيد صفر نقطة، و38 هزيمة في 38 مباراة، بعد أعوام قليلة فقط من ظهوره في الدوري الأوروبي.

لعب له المغربي بوطيب...يني ملاطيا التركي أسوأ فريق في أوروبا
في حادثة نادرة تُجسد الانهيار التام لفريق كرة قدم أوروبي، أنهى نادي يني ملاطيا سبور موسمه في دوري الدرجة الثانية التركي بسجل مرعب من الخسائر، 38 مباراة بـ 38 خسارة مع صفر نقاط، وخصم 21 نقطة من رصيده لأسباب مالية بقرار من فيفا. رقم تاريخي أسدل الستار على فريق أرهقته الديون، ودمّره الزلزال الذي ضرب تركيا قبل عامين، ليتحول من نادٍ شارك في الأدوار التمهيدية للدوري الأوروبي قبل فترة قصيرة إلى أسوأ نادٍ في أوروبا للموسم الكروي 2024-2025 الذي شارف على الانتهاء هذا الشهر.

وعنونت صحيفة "ليكيب" الفرنسية في تقريرها قائلة "سقوط بلا نهاية.. قصة لا تحدث كل يوم"، مضيفة "من غير المعتاد أن ينهي نادٍ محترف في أي درجة موسمه في قاع جدول الترتيب دون تحقيق أي فوز أو دون أي تعادل".

وخسر يني ملاطيا سبور مباراته الأخيرة في الدوري التركي الدرجة الثانية اليوم السبت بنتيجة أمام غنشلربيرليغي (0-5)، ليغلق موسمه الكارثي بسجلٍ خالٍ من الانتصارات، وموسوم بالإقصاء المبكر من كأس تركيا.

رغم أن تجارب الهزائم المتكررة ليست جديدة كلياً على الكرة الأوروبية، فإن الفريق المنتمي لوسط جنوب تركيا بات رسمياً الأسوأ في القارة العجوز موسم 2024-2025، بل أحد النوادي القليلة عبر التاريخ التي أنهت موسماً كروياً برصيد نقاط سلبي (-21)، بسبب عقوبات فرضها الفيفا على خلفية مشكلات مالية.

من الدوري الأوروبي.. إلى الجحيم

قد يصعب على البعض تصديق أن هذا النادي، الذي تأسس عام 1986، سبق له التواجد في الدوري التركي الممتاز، بل وشارك في الأدوار التمهيدية للدوري الأوروبي عام 2019، حيث خرج على يد بارتيزان بلغراد من الدور الثالث.

في ذلك الوقت، مرّ على النادي بعض الأسماء المعروفة مثل الفرنسي علي سيسوكو، والمغربي خالد بوطيب، والكونغولي تيفي بيفوما، والغابوني ديدييه ندونغ. كانت تلك المرحلة بمثابة القمة.. قبل أن يبدأ الانهيار.

الديون تخنق..

والرئيس يهرب تدهور النادي تسارع بعد جائحة كورونا، حيث تراجعت النتائج، ثم جاءت الضربة القاضية من رئيسه السابق عادل غيفريك، الذي ترك النادي غارقًا في الديون قبل أن يغادر.

بحسب مواقع تركية موثوقة، بلغت ديون النادي 800 مليون ليرة تركية (حوالي 18.2 مليون أورو)، أكثر من نصفها تعود لشركات إدارة تابعة للرئيس السابق.

هذا الانهيار الاقتصادي دفع بالفيفا إلى فرض خصم نقاط قاسٍ، جعل النادي يبدأ موسمه بنقاط سلبية، ويُنهيه أيضًا في العتمة.

الزلزال.. مأساة فوق المأساة

إلى جانب الأزمة المالية، عانى النادي من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا عام 2023،

وتسبب في وفاة حارس مرماه أحمد أيوب تورك أصلان تحت الأنقاض، وتدمير منشآت التدريب والاستاد الرئيسي.

وبسبب هذه الكارثة، انسحب النادي من الدوري في موسم 2022-2023، ولم يشارك في 2023-2024، لكنه احتفظ بمقعده في الدرجة الثانية بقرار استثنائي من الاتحاد التركي.

ودخل يني ملاطيا سبور موسم 2024-2025 بنيّة العودة، لكن الفريق الذي شارك بتشكيلة أغلبها من الشباب، لم يكن مؤهلًا للمنافسة، لا فنيًا ولا نفسيًا.

النتيجة: موسم كارثي بـ38 هزيمة في 38 جولة، دون أي بصمة، ووسط شكوك حقيقية حول مستقبل النادي، وهل سيتمكن أصلًا من الظهور في الموسم المقبل؟