"نزيف المواهب" في بلجيكا يتواصل: إيميل دوكوري يختار مالي

يتواصل نزيف المواهب من حضن الكرة البلجيكية، بعد أن اختار الحارس الشاب إيميل دوكوري تمثيل مالي بدل بلجيكا، لينضم إلى قائمة طويلة من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين فضلوا منتخباتهم الأصلية، أبرزهم المغاربة بلال الخنوس وشمس الدين طالبي. موجة جديدة من "العودة إلى الجذور" تُربك حسابات الاتحاد البلجيكي .

"نزيف المواهب" في بلجيكا يتواصل: إيميل دوكوري يختار مالي
تلقت كرة القدم البلجيكية ضربة جديدة موجعة على صعيد المواهب الشابة، بعدما قرر الحارس إيميل دوكوري (17 سنة) تمثيل منتخب مالي لأقل من 21 سنة بدل الاستمرار مع المنتخبات البلجيكية التي حمل ألوانها في فئات أقل من 16، 17 و18 سنة.

ويُعدّ دوكوري، الذي ينشط مع فريق بيرشوت، أحد أبرز حراس المرمى الصاعدين في الدوري البلجيكي، إذ فرض نفسه أساسيا رغم صغر سنه، وشارك مؤخرًا في مباريات البلاي أوف من أجل تفادي النزول، بفضل طوله (1.92 مترًا) وردود فعله السريعة، لفت انتباه أندية أوروبية كبرى مثل أجاكس وأندرلخت وبروج، قبل أن يُقرر قلب الصفحة البلجيكية نهائيًا.

دوكوري سيكون حارس منتخب مالي في بطولة تولون (موريس ريفيلو) المقررة في يونيو، إلى جانب زميله مايامي سيسوكو، حارس نادي كفيلي روان الفرنسي، الذي هو الآخر اختار حمل قميص "نسور مالي" بدل منتخب فرنسا.

ورغم أن هذا القرار يبدو شخصيًا في ظاهره، إلا أنه ينضم إلى سلسلة من الاختيارات التي باتت تزعج أوساط الكرة البلجيكية، خصوصًا بعد اختيارات سابقة للاعبين بارزين من أصل مغربي، مثل بلال الخنوس الذي التحق مبكرًا بالمنتخب المغربي رغم محاولات بلجيكا لإقناعه، أو شمس الدين طالبي الذي رفض دعوة منتخب الشياطين الحمر وفضّل تمثيل "أسود الأطلس"، فضلًا عن حالات أخرى مشابهة.

القلق البلجيكي لا يعود فقط لفقدان لاعبين موهوبين، بل لأن هذه الهجرة الكروية تمس جوهر مشروع بناء جيل جديد لمنتخب بلجيكا بعد نهاية الجيل الذهبي، وتضع الاتحاد المحلي في موقف محرج أمام تصاعد وتيرة "العودة إلى الجذور" من طرف اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين لم تعد تغريهم فكرة انتظار فرصة مع منتخب بلجيكا الأول.

هذه الدينامية تُنذر بتحول في ميزان القوى مستقبلاً، حيث لم تعد بلجيكا وحدها تستفيد من تكوين المواهب، بل صار عليها أن تخوض "معركة الانتماء" أمام منافسين يعرفون كيف يستثمرون في جذور لاعبيهم.