مسار يروي تاريخ المدينة... بين البحر والحصون البرتغالية
انطلقت الصافرة الأولى للسباق من ساحة البريجة خلف مسرح عفيفي، حيث اختلطت حرارة المنافسة ببرودة الأجواء، في لحظة اختزلت الشغف الكبير برياضة الجري. امتد المسار عبر شارع السويس ثم شارع النصر وصولًا إلى المدار المؤدي إلى شاطئ سيدي بوزيد، أحد أشهر المواقع الساحلية بالمنطقة، حيث تعانق الأمواج خطى العدائين في لوحة فريدة.كما عبر المشاركون شارع مولاي عبد الله وشارع الحسن الثاني، ثم واصلوا جريهم نحو شارع الزرقطوني أمام مركز Bleu Heaven قبل العودة في الاتجاه نفسه، ليستكمل كل عدّاء رحلة تجمع بين الأداء الرياضي واكتشاف المؤهلات السياحية لمدينة غنية بتراثها البرتغالي وفضاءاتها البحرية المفتوحة.
نتائج نصف الماراطون: أصمار وشبي في القمة
في نصف الماراطون الخاص بالذكور، برز اسم سعيد أصمار بقوة بعد توقيته الجيد: 1 س 07 د 23 ث، متقدمًا على أيوب أبو سعد (1 س 07 د 47 ث)، ثم محمد التومي (1 س 07 د 52 ث).
أما صنف الإناث فتميز بفوز مروة شبي بتوقيت 1 س 32 د 12 ث، لتتقدم على سناء عبد الجبار (1 س 53 د 44 ث)، وملاك المسعودي (2 س 20 د 02 ث).
سباق 10 كيلومترات: كرتوف وشبوبي يوقعان على أداء لافت
في سباق 10 كيلومترات، تمكن عبد السلام كرتوف من إحراز المركز الأول بزمن 32 د 48 ث، متبوعًا بـحفيظ جوهري (33 د 54 ث) ثم أحمد ماجي (34 د 51 ث).
ولدى الإناث، حافظت صفاء شبوبي على إيقاع قوي توّجها بالمركز الأول بتوقيت 48 د 45 ث، تلتها بديعة المير (49 د 03 ث) ثم وهيبة المير (52 د 51 ث).
رؤية تنظيمية... ومدينة تسوّق جمالها عبر الرياضة
رئيس الجمعية المنظمة، محمد لعفر، أكد أن هذا الحدث لا يقتصر على التنافس الرياضي فقط، بل يشكل مناسبة لإبراز ما تزخر به المدينة من مؤهلات طبيعية وتراث برتغالي، فضلًا عن تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية. وأضاف أن الدورة الحالية سجلت مشاركة غير مسبوقة، وتنظيمًا محكمًا ومسارات مدروسة، مما يعزز مكانة الحدث كتظاهرة سنوية راسخة تشجع المواهب الشابة وترسخ ثقافة الجري.
تنظيم محكم بدعم نسبي
النجاح الذي حققته هذه الدورة كان ثمرة تعاون مؤسساتي كبير، ساهمت فيه: السلطات المحلية (من باشا مدينة الجديدة، الكاتب العام لعمالة الجديدة، الأمن الوطني، الدرك الملكي، القوات المساعدة، الوقاية المدنية ومندوبية الشباب والثقافة والتواصل.
كما دعم الحدث عدد من الرعاة الخواص، بالإضافة إلى مساهمات أعضاء المكتب والمنخرطين التي تجاوزت 52 ألف درهم.
مرة أخرى، إذن، يثبت نصف ماراطون الجديدة أن الرياضة ليست مجرد سباق، بل نافذة مفتوحة على جمال المدينة وتاريخها، ووسيلة لإشعاعها وطنيا وتعزيز هويتها كواحدة من أبرز الوجهات الساحلية التي تجمع بين المتعة الرياضية وروح المكان.