قراءة تحليلة: بركان يتوّج بالكاف بعد تحكم تكتيكي وإحصائي مدهش

نهضة بركان يتوّج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية 2025 بعد مباراة مشوقة أمام سيمبا التنزاني، حيث جاءت التفاصيل التقنية والإحصائية لتكشف عن عوامل حاسمة في الأداء والتكتيك الذي أدى إلى الفوز.

قراءة تحليلة: بركان يتوّج بالكاف بعد تحكم تكتيكي وإحصائي مدهش

تمكن فريق نهضة بركان من تأكيد هيمنته القارية وحصد لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية 2025، بعد أن حقق تعادلًا ثمينًا (1-1) أمام سيمبا التنزاني في إياب النهائي الذي جرى الاحد. وعزز الفريق البركاني فوزه الكبير ذهابًا بهدفين دون رد، ليتوّج بلقبه القاري الثالث في تاريخه.

هدف قاتل يُطفئ الحماس التنزاني

افتتح أصحاب الأرض التسجيل مبكرًا عبر جوزيف موتالي في الدقيقة 17، وسط أجواء حماسية وحضور جماهيري كثيف. لكن لاعبي نهضة بركان بقيادة المدرب التونسي معين الشعباني أظهروا رباطة جأش عالية وصبرًا تكتيكيًا كبيرًا، مستغلين الأخطاء واحتفاظهم بالهدوء في اللحظات الحاسمة. وعندما كان الجميع يتوقع أن يحتفل سيمبا بالعودة في النتيجة، باغت البديل سيديبى الجميع بهدف قاتل في الدقيقة +90 أنهى كل الآمال التنزانية وأكد هوية البطل.

أرقام وتحليل تقني: بركان الأكثر فاعلية رغم تفوق سيمبا الاستحواذي

المعطى سيمبا نهضة بركان
نسبة الاستحواذ 59% 41%
دقة التمرير 85% 81%
عدد التسديدات 7 (1 مؤطرة) 10 (6 مؤطرة)
فرص التسجيل المتوقعة (xG) 0.85 1.61
الركنيات 6 3
الأخطاء المرتكبة 20 13
الكرات المستخلصة 24 39
ربح المواجهات الثنائية 44% (76/174) 51% (88/174)

على الرغم من تفوق سيمبا في نسبة الاستحواذ (59% مقابل 41%)، ودقة التمرير (85% مقابل 81%)، إلا أن الفريق المغربي كان الأكثر خطورة على المرمى بفضل تسديداته العديدة والجيدة الجودة (10 تسديدات منها 6 مؤطرة مقابل 7 تسديدات لسيمبا وواحدة فقط مؤطرة).

كما تفوق نهضة بركان في استخراج الكرة من المنافس ونجح في ربح أكثر من نصف المواجهات الثنائية، مما ساهم في قطع هجمات سيمبا وتقليص فرصهم الهجومية.

تغييرات مدروسة ومفتاح الفوز في الدقيقة 78

أجرى مدرب بركان معين الشعباني تغييرات ناجحة في توقيتها أثرت إيجابًا على أداء الفريق:

  • دخول سيديبى في الدقيقة 78 الذي سرعان ما سجل هدف الفوز في الدقيقة +90.

  • مشاركة المرابط، زغودي، وباسيني عززت الخطوط ووفرت نفسًا إضافيًا في الأمتار الأخيرة.

في المقابل، لم تستطع تغييرات سيمبا إحداث الفارق، إذ ظل الفريق يعاني في الشوط الثاني مع انخفاض فرص التهديف التي بلغت قيمة xG له 0.16 فقط في الشوط الثاني.

ضغط عالي لسيمبا لكن بركان أكثر ذكاءً

  • لعب سيمبا بخطوط متقدمة وسط ملعب الخصم، بمعدل تموضع متوسط يبلغ 50.6 متر، مع اعتماد على ضغط عالي ومكثف (مؤشر الضغط PPDA = 6.1).

  • بركان استغل هذا الطموح الهجومي للخصم بالتمركز الدفاعي الذكي عند متوسط تموضع 41.4 متر فقط، ما سمح بعزل لاعبي سيمبا وقطع الكرات بسهولة.

  • مؤشر PPDA (عدد التمريرات التي يقوم بها الفريق الخصم قبل تدخل الدفاع) كان 14.0 لبركان، مما يدل على تراجع الفريق المغربي إلى الدفاع بتركيز وانتظار الفرص المناسبة، دون تسرع أو مجازفة.



نجوم نهضة بركان: قيادة دفاعية وصلابة هجومية

  • إسماعيل دايو: كان أبرز لاعب هجومي دفاعيًا، إذ بلغت فرص التسجيل المتوقعة له (xG) 0.62 رغم كونه مدافعًا، كما قاد الدفاع بصلابة.

  • منير المحمدي: كان سداً منيعًا أمام هجمات سيمبا، وتصدى لعدة فرص خطيرة بثقة كبيرة.

  • البحيـري، تاحيف، مهري: قدموا أداء متوازنًا دفاعيًا وهجوميًا، ساهموا في توزيع اللعب واستقرار الفريق.

  • سيديبى: البديل الذي صنع الفارق وسجل هدف الحسم في الدقيقة +90.



تتويج مستحق والتاريخ يفتح أبوابه من جديد

بهذا الإنجاز، يسجل نهضة بركان لقبه الثالث في كأس الكونفدرالية بعد نسختي 2020 و2022، ليؤكد استمرارية نجاحه على الساحة الإفريقية. هذا الانتصار ليس وليد الصدفة، بل نتاج مشروع كروي ناضج، وعقلية مدرب واقعية تُجيد قراءة المباراة، خصمها، واللحظة الحاسمة.