نوال المتوكل تدق ناقوس الخطر: الرياضة مهمشة في خطط التنمية

شدّدت البطلة الأولمبية السابقة ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، نوال المتوكل، اليوم الأربعاء بمدينة ستراسبورغ، على أهمية إدماج الرياضة بشكل كامل في السياسات العمومية باعتبارها رافعة استراتيجية للتنمية المستدامة.

وفي مداخلة لها خلال مائدة مستديرة احتضنها مجلس أوروبا، ضمن سلسلة "حوارات شمال-جنوب 2025"، حول موضوع "من التنافس إلى التعاون: قوة الرياضة كأداة للتنمية والإدماج"، أوضحت المتوكل أن الرياضة لم تعد مجرد أداة رمزية أو ترفية، بل يجب أن تُوظف بشكل ممنهج لتحقيق أهداف التنمية.

وقالت المتوكل، التي دخلت التاريخ كأول امرأة عربية وإفريقية ومسلمة تفوز بذهبية أولمبية في سباق 400 متر حواجز خلال دورة لوس أنجلوس 1984، إن العالم يشهد اليوم وعياً متزايداً بقدرة الرياضة على إحداث التغيير، داعية إلى ترجمة هذا الوعي إلى برامج ملموسة وسياسات فعلية.

وأضافت أن الرياضة، بفضل قدرتها على الوصول إلى فئات واسعة من المجتمع، خاصة الفئات الهشة، وبكلفة أقل نسبياً، يمكن أن تُحدث أثراً اجتماعياً عالياً في ظل أزمات معقدة تشمل تغير المناخ، والفوارق الاجتماعية، والنزاعات، وحالات النزوح.

وفي هذا السياق، أبرزت عضو لجنة تنسيق أولمبياد لوس أنجلوس 2028، الدور الفعال للرياضة في دعم التمدرس، وتعزيز الصحة، ومحاربة البطالة، وتقوية التماسك المجتمعي، مشيرة إلى أن هذا التأثير ما زال يواجه تحديات أبرزها ضعف التمويل والاعتراف المؤسساتي.

كما سلّطت الضوء على استراتيجية اللجنة الأولمبية الدولية (Olympisme365)، التي تهدف إلى تعظيم الأثر الميداني للرياضة عبر مبادرات قريبة من المواطنين تدعم أولويات أساسية مثل التعليم، الصحة، المساواة بين الجنسين، وتنمية الشباب.

واعتبرت المتوكل أن الألعاب الأولمبية تمثل منصة عالمية لتجسيد القيم النبيلة للرياضة مثل التفوق والاحترام والصداقة، غير أنها شدّدت على أن التأثير الحقيقي للرياضة يتحقق من خلال جعلها أداة يومية للصمود والعدالة والتقدم المجتمعي.

وفي ختام مداخلتها، دعت المسؤولة المغربية، بصفتها سفيرة لليونيسيف وسفيرة نوايا حسنة للأمم المتحدة، جميع الفاعلين إلى التعاون مع الحركة الأولمبية من أجل الاستثمار في رياضة آمنة، شاملة، ومنصفة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نُظّمت من طرف مركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا، بشراكة مع الاتفاق الجزئي الموسع حول الرياضة، وعرفت مشاركة شخصيات وخبراء دوليين بارزين، ناقشوا سبل تعزيز دور الرياضة في بناء مجتمعات أكثر إدماجاً وعدالة.