
رولاني موكوينا، المدرب السابق لفريق ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، يوشك على مغادرة الوداد البيضاوي بعد أن فشل في تحقيق التوقعات العالية التي كانت معلقة عليه من قبل إدارة الفريق الأحمر والجماهير. رغم التعاقد معه بهدف إعادة الوداد إلى القمة المحلية والإفريقية، فإن مسيرته مع الوداد لم تكن على مستوى الطموحات.
الإعلام الجنوب إفريقي لم يكن متفائلًا...
قبل أن يرحل موكوينا إلى الوداد، كان الإعلام الجنوب إفريقي يشكك في قدراته على قيادة فرق كبيرة خارج صن داونز. هذه الشكوك كانت تدور حول ما إذا كان بإمكانه التكيف مع تحديات الفرق الكبيرة في دول أخرى، بعيدًا عن البيئة التي نشأ فيها. هناك من اعتبر أن موكوينا قد حقق نجاحًا محدودًا في صن داونز بفضل الاستقرار الإداري والموارد الكبيرة التي كان يمتلكها النادي.
هل خدع موكوينا الوداد؟
في ظل فشل موكوينا في تحقيق الأهداف مع الوداد هذا الموسم، يطرح السؤال: هل خدع موكوينا الوداد وجماهيره؟ رغم أن الفريق لا يزال يصارع من أجل الحصول على المركز الثالث في البطولة الاحترافية، إلا أن أداءه لم يكن بالشكل المنتظر. مع تعادل الفريق في 12 مباراة من أصل 27، أصبح من الواضح أن موكوينا لم يتمكن من تحفيز لاعبيه بالشكل الكافي لتحقيق الانتصارات المطلوبة.
هل خدع أيت منا نفسه؟
إذا كان الإعلام الجنوب إفريقي قد شكك في قدرات موكوينا قبل التعاقد معه، فكيف لم يرَ رئيس الوداد هشام أيت منا تلك التحفظات؟ هل كان أيت منا قد خُدع بسمعة موكوينا في صن داونز؟ ومع اقتراب نهاية الموسم، لا يزال الوداد يكافح من أجل المركز الثالث، وهو ما يعد بعيدًا عن الطموحات التي كانت تُعلق عليه الجماهير. الآن، يبدو أن الأمور أصبحت أكثر وضوحًا لرئيس الوداد، وهو ما جعله يتخذ قرار الانفصال عن موكوينا. لكن، للأسف، جاء هذا القرار متأخرًا بعد أن خسر الفريق الكثير من الفرص وكان قد فات الأوان لتحقيق الأهداف المنشودة.
هل كان قرار التعاقد مع موكوينا خاطئًا؟
من الأسئلة التي تطرح نفسها الآن، هل كان قرار رئيس الوداد هشام أيت منا بالتعاقد مع موكوينا قرارًا صائبًا؟ في ظل الأداء المتواضع للفريق هذا الموسم، تبدو الإجابة غير واضحة، إذ أن الإدارة لم تقدر بشكل كافٍ الخبرة الفعلية للمدرب في بيئة جديدة ومختلفة عن تلك التي نشأ فيها. صحيح أن موكوينا حقق بعض النجاحات مع صن داونز في الدوري الجنوب إفريقي، حيث كان جزءًا من فريق متمرس وقوي، ولكن الظروف في الوداد كانت مختلفة تمامًا. الفريق المغربي يواجه تحديات أكثر تعقيدًا، سواء على الصعيد المحلي أو القاري، وقد كان من المفترض أن يكون المدرب على استعداد للتعامل مع تلك الضغوطات . بالتأكيد، لم يكن من السهل على موكوينا أن ينتقل من قيادة صن داونز إلى تولي مسؤولية فريق بحجم الوداد الذي يمتلك طموحات جماهيرية ضخمة ويتطلب نتائج فورية. التعاقد معه يبدو الآن وكأنه قرار مستعجل من جانب الإدارة، التي ربما كانت تأمل أن يواصل موكوينا النجاح الذي حققه مع صن داونز في بيئة جديدة، وهو ما لم يحدث. الخطأ الآخر كان في عدم الإلمام الكامل بكيفية توجيه الفريق وتطويره في سياق مختلف تمامًا عن الذي كان يعرفه. التوقعات العالية من جماهير الوداد، فضلاً عن الطموحات القارية، تفرض على المدرب أن يكون لديه مستوى عالٍ من الكفاءة في التعامل مع الضغوط، وهو ما لم ينجح موكوينا في تسييره بشكل جيد. كان من الأفضل للإدارة أن تستعين بمدرب ذي خبرة أكبر في البيئة المغربية أو الإفريقية، خصوصًا أن الموارد المتاحة في الوداد تختلف عن تلك التي كانت في صن داونز.
إرث موسيماني في صن داونز: هل استفاد موكوينا؟
عندما تم تعيين موكوينا في صن داونز، كانت تجربته هي الانتقال من العمل مع فريق تطوير اللاعبين إلى قيادة الفريق الأول. كان موسيماني قد أسس إرثًا قويًا في صن داونز، وموكوينا كان جزءًا من هذا النجاح، حيث تعلم الكثير تحت إشرافه. ولكن، في الوداد، لم يكن هناك نفس الإرث التدريبي الذي يمكنه البناء عليه. فالفريق في المغرب لم يكن يمتلك الاستقرار نفسه الذي كان لدى صن داونز، مما جعل من الصعب على موكوينا تطبيق نفس أساليب موسيماني. في حين كان موكوينا يملك القدرة على تطبيق بعض أفكار موسيماني، إلا أن الوداد ليس صن داونز، والاختلافات في الظروف المحلية والتحديات المختلفة في البطولة المغربية كانت تمثل عقبة كبيرة أمامه. هذه العوامل أدت إلى أن موكوينا لم يتمكن من تقديم المستوى المتوقع.
مستقبل موكوينا: العودة إلى الدوري الجنوب إفريقي؟
ع انتهاء فترة موكوينا مع الوداد، قد يكون المستقبل أمامه مفتوحًا، ولكن التحديات التي واجهها في المغرب قد تشير إلى ضرورة إعادة تقييم مسيرته. ربما حان الوقت له للعودة إلى الدوري الجنوب إفريقي، حيث يملك خبرة كبيرة في هذا المجال ويستطيع الاستفادة من بيئة أكثر استقرارًا. ولكن، ليس بالضرورة أن تكون عودته إلى صن داونز، فقد يكون الأنسب له تولي تدريب فرق وسط الترتيب، حيث يمكنه العمل على بناء فريق من الأساس وتطوير مهاراته بعيدًا عن الضغط الذي يرافق الفرق الكبرى. من المحتمل أن يحتاج موكوينا إلى فترة أطول لتطوير نفسه كمدرب في بيئة مختلفة، بعيدًا عن الأندية الكبيرة مثل صن داونز أو الوداد. العودة إلى الدوري الجنوب إفريقي ستكون فرصة جيدة له لتحسين سمعته ومواصلة تطوره التدريبي، بعيدًا عن الضغوطات العالية التي صاحبت تجربته مع الوداد.