"كالشيو بولي" جديدة؟ الإنتر في قلب شبهات مالية وتواطؤ مؤسساتي

في خضم أزمة رياضية متصاعدة، كشفت وثيقة مالية مسربة عن شبكة من المخالفات الخطيرة داخل نادي إنتر ميلان، تشمل رعايات مشبوهة، ممارسات محاسبية غير شفافة، وضغوطًا مزعومة على مؤسسات رقابية، مما يعيد إلى الأذهان "كالشيو بولي" التي تعدّ أكبر فضيحة ضربت الكرة الإيطالية في العقدين الأخيرين.

"كالشيو بولي" جديدة؟ الإنتر في قلب شبهات مالية وتواطؤ مؤسساتي

بعد خسارة مؤلمة أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، ووسط أنباء عن مغادرة المدرب سيموني إنزاغي، وجد نادي إنتر ميلان نفسه في عين عاصفة أخرى، هذه المرة خارج المستطيل الأخضر.

وكشف تقرير سري، أعده مستشار مالي من لندن، عن ممارسات مالية مثيرة للجدل داخل النادي، خلال فترة رئاسة مجموعة "سونينغ" الصينية بين 2016 و2019، من بينها عقود رعاية غير واضحة، تدخلات مفترضة من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، وصلات مقلقة ببعض روابط المشجعين المتطرفين.

التقرير الذي نشره موقع Affaritaliani.it الإيطالي، يفصّل كيف استفاد النادي من شبكة من الرعايات الإقليمية القادمة من الصين، تجاوزت قيمتها 297 مليون أورو خلال ثلاث سنوات، شكلت نحو 27% من مداخيله، بينها عقود مع شركات غير معروفة في الوسط الرياضي، بعضها لم تُعرف طبيعة نشاطها أو لم تصدر أي تقارير مالية عامة.

وتثير الوثيقة تساؤلات حول مدى مشروعية هذه العائدات، التي ساهمت بشكل حاسم في تحسين صورة الوضع المالي للنادي آنذاك، خاصة في ظل القيود الصارمة المفروضة من طرف الويفا في إطار قواعد اللعب المالي النظيف.

وبحسب التقرير، فإن هذه العائدات سمحت للإنتر بتفادي العجز المالي وحتى خطر الاستبعاد من المسابقات الأوروبية أو الهبوط إلى الدرجات الدنيا.

وتتجاوز الاتهامات الجانب المالي لتصل إلى اتهام الاتحاد الإيطالي بالتساهل مع النادي، من خلال تخفيف إجراءات الرقابة المالية التي تمارسها لجنة "كوفيسوك" المكلفة بمراقبة أندية النخبة، حيث أُشير إلى "ضغوط خارجية" حالت دون اتخاذ قرارات أكثر صرامة، مقارنةً بما حدث مع أندية أخرى.

كما نُقل عن التقرير أن بعض أوجه الإنفاق في النادي لم تكن متوافقة مع الوضع المالي الحقيقي، حيث ارتفعت تكلفة الأجور والمصاريف التشغيلية بشكل كبير خلال تلك الفترة، دون أن تقابلها عائدات تقليدية كافية من تذاكر المباريات أو حقوق البث.

في جانب آخر، سلط التقرير الضوء على علاقات مثيرة للجدل بين المدير العام الحالي للنادي، جوزيبي ماروتا، وبعض الجماعات المنظمة من المشجعين المعروفين بتشددهم، بل أشار إلى وساطات قام بها لاحتواء أزمات داخلية. وذكّر التقرير بسوابق سُجلت ضد ماروتا إبان فترة عمله في يوفنتوس، حين ارتبط اسمه بلقاءات غير رسمية مع شخصيات ورد ذكرها في سياقات جنائية.

وتتزامن هذه الاتهامات مع غياب فعلي لرئيس النادي ستيفن زانغ عن المشهد، بسبب عدم قدرته على السفر لاعتبارات قانونية، مما يزيد من الغموض المحيط بطريقة إدارة النادي في اللحظة الراهنة.

وفيما لم تُفتح بعد أي تحقيقات رسمية بشأن هذه المزاعم، فإن تواتر التفاصيل المثيرة للقلق، والتدخل السياسي المعلن من وزير الرياضة الإيطالي أندريا أبودي الذي دعا إلى "شفافية تامة كوضوح الزجاج"، ينبئ بأن هذه القضية قد تفتح فصلاً قاتمًا جديدًا في تاريخ الكرة الإيطالية، ويعيد إلى الأذهان فضيحة "كالتشوبولي" الشهيرة التي هزت أركان السيري آ قبل نحو 20 عامًا.

"كالشيو بولي" جديدة؟ الإنتر في قلب شبهات مالية وتواطؤ مؤسساتي