شهد الدوري الإسباني إقامة مباراة مقدّمة عن الجولة 19، خاض فيها ريال مدريد مواجهة حاسمة أمام أتلتيك بيلباو، في وقت كان فيه نادي برشلونة قد ابتعد في الصدارة بعد فوزه على أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف لواحد. وقد وجد ريال مدريد نفسه تحت ضغط ضرورة الانتصار لتفادي ترك هامش مريح لغريمه، بينما كان مدربه تشابي ألونسو مطالبًا بتدارك التعثر الأخير أمام جيرونا لحماية موقعه في دكة الريال.
واعتمد ألونسو على ثلاثي هجومي يقوده كيليان مبابي إلى جانب فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام، وهو الثلاثي الذي حمل مسؤولية إعادة التوازن الهجومي للفريق. ويواصل مبابي هذا الموسم تقديم عروض مذهلة، سواء كهداف يملك سجلاً لافتًا (23 هدفًا في 19 مباراة)، أو كعنصر يسهّل بناء اللعب ويمنح الخط الأمامي دينامية إضافية.
المباراة انطلقت بإيقاع مرتفع، حيث اختبر فينيسيوس جونيور حارس بيلباو أوناي سيمون الذي أبعد أول تهديد في الدقيقة الخامسة. ولم ينتظر مبابي كثيرًا ليفرض حضوره، إذ نفّذ هجمة مرتدة سريعة، متجاوزًا مدافعه المباشر قبل أن يسدد كرة صاروخية لا تُصدّ في الدقيقة السابعة، مانحًا فريقه هدف التقدم. وتجلّى في هذا الهدف الحس التهديفي للاعب الفرنسي وقدرته على اتخاذ القرار الفردي الحاسم.
وبدا ريال مدريد في أفضل أيامه، مستفيدًا من الانسجام بين خطوطه ومن الضغط العالي الذي أربك بيلباو. وقبل نهاية الشوط الأول، ترجم الفريق تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع إدواردو كامافينغا بعدما هيّأ له مبابي الكرة برأسية دقيقة في الدقيقة 43، بعد فرصتين ضائعتين من فينيسيوس جونيور الذي أصاب القائم وأهدر انفرادًا صريحًا. وفي المقابل، تألق الحارس تيبو كورتوا في مناسبتين مهمتين، مانعًا الفريق الباسكي من العودة في النتيجة.
وفي الشوط الثاني، واصل ريال مدريد سيطرته، قبل أن يوقع مبابي على إحدى أجمل لقطات المباراة بتسديدة قوية "عائمة" دون تحضير من مسافة 25 مترًا، خدعت سيمون في الدقيقة 60 وأعلنت الهدف الثالث، مؤكدة أن ريال مدريد وجد قائده الهجومي في أمسية مميزة. وفضّل ألونسو سحب مبابي في الدقائق الأخيرة حفاظًا عليه بعد ضمان الفوز.
عاد ريال مدريد بانتصار مهم يعيد إليه الثقة ويُبقي الضغط على برشلونة المتصدر، في وقت تواصل فيه أسئلة المرحلة ملاحقة الفريق الملكي، لكن أداءه في هذه المباراة قدّم إجابة مقنعة لجماهيره.