ما ميّز تتويج نابولي لم يكن فقط الإصرار، بل القدرة على تجاوز الأوقات الصعبة والابتعاد عن الجمالية عندما لا تخدم النتيجة. الفريق أظهر صلابة ذهنية وجماعية، حتى عندما بدا الإنتر على وشك الهروب بالصدارة.
بصمة كونتي
بصمة أنطونيو كونتي كانت واضحة: مدرب اختير بحكمة من رئيس النادي أورليو دي لاورنتيس، فقاد موسماً بدون مشاركات أوروبية، عوّض فيه رحيل كفاراتسخيليا بالتعاقد مع أوكافور، وإن لم يكن بديلاً حقيقياً. استقدم كذلك لوكاكو و"الماكينة" الاسكتلندية ماكتوميناي، الذي يُعتبر أحد أفضل لاعبي الوسط هذا الموسم، في انتقال وُصف بالخطأ من مانشستر يونايتد.
كونتي أدار موسمه بمرونة عالية رغم الإصابات والتقلبات، محتفظًا بأسلوبه الحاد والمهووس بالنجاح. ورغم سمعته التي تصفه بالمُنهِك للعلاقات داخل الأندية، فإن الرجل أثبت مجددًا أنه أحد أذكى مدربي إيطاليا إلى جانب أليغري.
أما دي لاورنتيس، فقد نجح أخيرًا في التراجع خطوة للخلف، مُتيحًا للمدرب أن يقود السفينة، مخالفًا ما اعتاد عليه. وربما تنفصل طرق الرجلين قريبًا، لكن نابولي بات اليوم من بين الكبار في أوروبا: نادٍ قوي، متوازن ماليًا، بجمهور مذهل وآفاق مشرقة.

الإنتر استنزف لاعبيه
في الجهة الأخرى، يعيش إنتر تجربة مشابهة لعام 2022 عندما خسر اللقب لميلان، لكنه هذه المرة يملك فرصة ذهبية لتعويض الإخفاق المحلي عبر نهائي دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان. فريق العاصمة الفرنسية لا يُقارن بمانشستر سيتي الذي هزم الإنتر في نهائي 2023، ما يجعل التتويج ممكنًا أكثر من أي وقت مضى.
المشكلة الأكبر في الإنتر كانت الإفراط في الاعتماد على التشكيلة الأساسية، واستنزاف ثنائي الهجوم لاوتارو توريس وتورام، في ظل ضعف دكة البدلاء وارتفاع متوسط الأعمار، وهو ما أضعف فرص التتويج على أكثر من جبهة. ومع ذلك، فإن بلوغ نهائيين في ثلاث سنوات يظل إنجازًا يُحسب لإنزاغي.

(عن لاغازيتا)