في عالم كرة القدم، حيث تُصنع الأرقام الفارق، برز اسم الشاب المغربي يونس طه الإدريسي كأيقونة للسرعة والانفجار الكروي. الجناح الطائر لنادي غرونينغن، البالغ من العمر 22 عامًا، لم يكتفِ بإبهار المتابعين بمهاراته الفنية، بل حطّم الأرقام القياسية ليصبح رسميًا أسرع لاعب في الدوري الهولندي الممتاز (Eredivisie) هذا الموسم.
ووفقًا للإحصائيات الرسمية للدوري، سجل طه 136 انطلاقة سريعة (Sprints)، وهو رقم يعكس قدرته الاستثنائية على تغيير إيقاع المباريات في لحظات حاسمة. هذه الانطلاقات التي تُعرَّف بأنها الاندفاعات التي تتجاوز سرعتها 25 كيلومترًا في الساعة خلال أقل من ثانيتين، ليست مجرد بيانات، بل هي شهادة على موهبة فذة تُلهم جيلاً جديدًا من اللاعبين المغاربة.
وُلد يونس طه الإدريسي في أمستردام يوم 27 نونبر 2002 لعائلة مغربية، ليحمل بذلك الجنسيتين الهولندية والمغربية. بدأت رحلته الكروية في أكاديميات مرموقة مثل أياكس أمستردام، حيث صقل موهبته كجناح أيمن يمتاز بالسرعة والذكاء التكتيكي. وبعد تجارب مهمة مع أندية مثل فالفوردام وتفينتي إنشخيده، حطّ الرحال في نادي غرونينغن في يوليوز 2025 على سبيل الإعارة، ليبدأ فصلًا جديدًا من التألق.ما يميز الإدريسي ليس سرعته الفائقة فحسب، بل قدرته على ترجمتها إلى فاعلية هجومية. ففي سبع مباريات فقط هذا الموسم، تمكن من تسجيل هدفين وصناعة ثلاثة أهداف أخرى، وهو معدل يعكس تأثيره المباشر على أداء فريقه.
هذا الأداء لم يمر مرور الكرام على مدربه بيتر بونين، الذي أشاد به قائلًا: "يونس ليس مجرد لاعب سريع؛ إنه يفكر بسرعة البرق".
وأضاف بونين في تصريح عقب فوز الفريق الأخير على فيردر بريمن:
"تلك الـ136 انطلاقة ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج تدريب يومي شاق يركز على التحمل والقوة الانفجارية".
يأتي إنجاز الإدريسي في وقت يزدهر فيه الدوري الهولندي بالمواهب المغربية، معيدًا إلى الأذهان أسماء لامعة مثل حكيم زياش ونور الدين أمرابط، اللذين تركا بصمتهما في ملاعب الـ"Eredivisie".
ومع اقتراب كأس أمم إفريقيا، تتزايد التكهنات حول إمكانية استدعائه لتمثيل المنتخب المغربي الأول. وكان اللاعب قد عبّر عن فخره بجذوره في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا:
"أشعر بالفخر بجذوري المغربية، وأتمنى أن أمثل بلدي يومًا ما".
ورغم هذه النجاحات، يدرك الإدريسي أن الطريق لا يزال طويلًا، فالمنافسة في الدوري الهولندي تتطلب ثباتًا في الأداء وتطورًا مستمرًا، وهو ما يعوّل عليه نادي غرونينغن في سعيه للبقاء ضمن أندية النخبة وتحقيق طموحاته هذا الموسم.
يونس طه: "برق غرونينغن" الذي يُضيء سماء الدوري الهولندي
بسرعته الانفجارية وذكائه التكتيكي، يشق يونس طه الإدريسي طريقه في الملاعب الهولندية ليصبح أسرع لاعب في الإيريديفيزي، مجسّدًا قصة نجاح شاب مغربي يكتب فصلاً جديدًا من التألق الكروي في أوروبا.
