وداد الأمة...مستوى مشرف والقادم أفضل

وداد الأمة...مستوى مشرف والقادم أفضل
كان أمين بنهاشم مدرب الوداد الرياضي، عند وعده عندما قال في الندوة الصحافية على هامش المباراة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، "من الممكن ألا نفوز أو نخسر، لكننا سنعذبهم".

وبالفعل، من تابع اللقاء، الذي جرى عضر اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، وبقطع النظر عن النتيجة (2-0)، التي كانت لصالح المان سيتي، سيخرج بقناعة لا يأتيها الشك من أي جانب، أن وداد مباراة المان سيتي لا علاقة بذاك الذي خاض مباريات الموسم الرياضي 2024-2025، تحت قيادة المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا.

وبعيدا عن بعض الأخطاء، التي كان وبقليل من التجربة وحضور سرعة البديهة، تفاديها، لكانت النتيجة غير تلك التي انتهى بها اللقاء على أرضية ملعب لينكولن فيلد.

وما يعطي الأحقية، لتلك القناعة، أن المتوقع، من سرعة الهدف الأول، الذي أحرزه الدولي الإنجليزي فودين، مع انطلاق المباراة، أن يتم هز شباك الحارس بنعبيد، بأهداف أخرى، لكن الحالة الدهنية، التي لا شك عمل عليها المدرب بنهاشم في التحضيرات، كان لها دور كبير، في هضم سرعة الهدف، من خلال آليتي التركيز، والإيمان في العودة، ذلك أنه مع توالي الدقائق تبين أن لاعبي الفريق الأحمر تأثروا إيجابا بالهدف، فبدأت عملية الهجوم على المنافس، مع أخذ الاحتياط من المرتدات، الذي أربك في بعض اللحظات المنافس.

ووفق هذا المعطى، كاد الوداد الرياضي أن يحرز على أقل هدفين في الشوط الأول، لولا التسرع، أمام مرمى أليسون حارس المان سيتي.

قد يقول قائل، إن هناك بعض العناصر، لم تكن في المستوى، خاصة في خط الدفاع. هنا أقول لا لأبرر، الوداد في مهمة تمثيل الكرة المغربية والإفريقية، في مسابقة عالمية، لذا فالتقييم لا يجب أن يكون مع المباراة الأولى، بل بعد انتهاء المشاركة.

ما تحتاجه عناصر محمد أمين بنهاشم، الآن هناك، الدعم والمساندة، والابتعاد ما أمكن عن البحث في الأمور والتفاصيل، التي لن تفيد في مثل هذه المسابقات، وحتى ولو ارتكب لاعب ما أي خطأ، فيجب اعتبار ما بدر منه استثناء وليس قاعدة، وسيكون أفضل في المباريات المقبلة.

وفي هذه النقطة، لا أخال المدرب بنهاشم ومساعديه بغافلين عن مثل هذه الأمور، فلا ريب أن مفكرة الطاقم التقني المباشر، وذاك الغير مباشر، ستكون مملوءة بالعديد من النقاط، التي سيتم مناقشتها لاحقا، لاستخراج الخلاصات، ووضع آليات عدم تكرارها لكسب تحديات الموسم الرياضي المقبل.

وفي كل الأحوال، الوداد لم يسهل مامورية المنافس الإنجليزي، وبل وخلق له الكثير من المتاعب، ووقف ندا له، بدليل أن المدرب بيب غوارديولا استشعر خطورة الفريق الأحمر، ما دفعه إلى الإستعانة بـ "الحرس القديم".

هذه الخطوة لم تنل من عزيمة لاعبي الوداد، الذين ظلوا يناورون ويلعبون بثقة في إمكانياتهم، ونجحوا في إعطاء صورة مشرفة عن كرة القدم المغربية، أو لم يقل معلق المباراة في منصة "دازين"، "الوداد ظلم في الشوط الأول".

بداية بمثابة مؤشر إيجابي، تبعث على الأمل، والتفاؤل، وتعطي رسالة مطمئنة أن القادم أفضل سواء على المستوى الآني أو البعيد.

"اولاد الحمرا كنتم في الموعد...كنتاظركم أمام يوفنتوس والعين".