تجاهل الركراكي لحريمات.. بين القناعات التكتيكية والحديث عن خلافات شخصية

من جديد، يجد محمد ربيع حريمات نفسه خارج حسابات وليد الركراكي رغم تألقه القاري ورسائله الميدانية القوية. قرار أثار الكثير من علامات الاستفهام: هل هو مجرد خيار تكتيكي؟ أم أن خلف الكواليس ما زال يلقي بظلاله على اختيارات الناخب الوطني؟

تجاهل الركراكي لحريمات.. بين القناعات التكتيكية والحديث عن خلافات شخصية
أثارت القائمة الأخيرة للمنتخب المغربي الأول، التي كشف عنها الناخب الوطني وليد الركراكي صباح اليوم الخميس، موجة واسعة من التساؤلات والاستغراب في الأوساط الرياضية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

السبب الرئيسي هو الغياب المتجدد لقائد المنتخب المحلي، محمد ربيع حريمات، رغم الأداء الاستثنائي الذي قدمه في بطولة أمم إفريقيا للمحليين (الشان) وتتويجه بجائزة رجل المباراة في أكثر من مناسبة.

وقاد حريمات، لاعب وسط الجيش الملكي، المنتخب المحلي بثقة واقتدار إلى نهائي البطولة الذي سيجمع "أسود البطولة" بمنتخب مدغشقر بعد غد السبت، وكان عنصراً حاسماً في مسيرة الفريق. أداؤه القوي في مركز خط الوسط الدفاعي، وهو مركز يتطلب مجهوداً كبيراً ونادراً ما يحظى لاعبوه بالجوائز الفردية، لم يمر مرور الكرام على المتابعين، حيث اختارته اللجنة التقنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) "رجل المباراة" في أكثر من مناسبة، أبرزها أمام أنغولا وتنزانيا. هذا التألق دفع الكثيرين للمطالبة بمنحه فرصة لإثبات قدراته مع المنتخب الأول، خاصة وأن المنتخب مقبل على مباراتين في المتناول ضمن تصفيات كأس العالم.

لكن قائمة الركراكي جاءت مخيبة لآمال هؤلاء، حيث فضل المدرب الاعتماد على أسماء أخرى، بعضها يفتقر للجاهزية الكاملة، مما عمّق من حيرة الجمهور.

هذا التهميش غير المبرر دفع العديد من المتابعين إلى الجزم بأن سبب الاستبعاد قد لا يكون تكتيكياً بحتاً، إذ يرى كثيرون أن جذور القرار تعود إلى فترة سابقة كان فيها وليد الركراكي مدرباً لنادي الفتح الرباطي، بينما كان حريمات لاعباً في صفوف الفريق. وتشير هذه التكهنات إلى وجود خلاف قديم بين الشخصين، امتدت تداعياته لتلقي بظلالها على قرارات الناخب الوطني الحالية.

في المقابل، نفى وليد الركراكي في تصريحات صحفية سابقة وجود أي خلاف شخصي مع اللاعب، مؤكداً أن قراراته تستند إلى "قناعات شخصية" تكتيكية بحتة. وأوضح الركراكي أن المنافسة قوية في مركز حريمات، وأن مصلحة المنتخب الوطني تأتي فوق أي اعتبار شخصي، مستشهداً بعودة لاعبين آخرين للمنتخب بعد غيابهم.

ورغم تبريرات المدرب، يبقى استبعاد لاعب متوج بجائزة الأفضل في بطولة قارية بحجم "الشان" نقطة استفهام كبرى. حيث يرى المنتفدون أنه كان من الممكن على الأقل، منح حريمات فرصة المشاركة في إحدى المباراتين المقبلتين، كتقدير لعطاءاته الكبيرة وتأكيداً على أن باب المنتخب مفتوح بالفعل أمام كل من يتألق، سواء في البطولة الوطنية أو الدوريات الأوروبية أو حتى مع المنتخبات السنية.