في الدقائق الأخيرة من النهائي أمام تنزانيا، سجلت مريم حجري هدف التعادل 2-2، ومع اقتراب صافرة النهاية، فجّرت فاطمة المدغري قاعة مولاي عبد الله بهدف قاتل منح المغرب اللقب، وسط فرحة عارمة للجماهير المغربية.
الموقع الرسمي للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) خص مريم حجري بـ"بروفايل" احتفى بمسارها المتفرّد، من ملاعب الدار البيضاء إلى قاعات "الفوت صال"، وسلط الضوء على شخصيتها القيادية وتعدد مهاراتها بين الضغط العالي على العشب والرؤية الجماعية على الأرضية "الخشبية" للصالات.
فقد سبق لها أن قادت فريقها سبورتينغ البيضاء إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات سنة 2023، في مسار أذهل القارة رغم الهزيمة أمام ماميلودي صنداونز، حينها قالت هاجر: "خسرنا النهائي، لكننا ربحنا الاحترام وكتبنا اسمنا في التاريخ".
رحلة حجري مع كرة الصالات بدأت كتمرين تقني في الفترات الميتة من الموسم، ثم تحولت إلى شغف حقيقي، انضمت في العام 2024 إلى المنتخب الوطني داخل القاعة، وسرعان ما أصبحت عقل الفريق، توجه الإيقاع، وتضبط النسق، وتلعب دور الليدر الهادئ.
وقد ساهمت بشكل حاسم في مسار "اللبؤات" نحو التتويج، الذي شهد انتصارات عريضة على ناميبيا (8-1) والكاميرون (7-1) وأنغولا (5-1)، قبل التحدي الكبير أمام تنزانيا في النهائي.
مريم لا ترى في كرة الصالات بديلاً أو تراجعًا، بل امتدادًا لمسيرتها وفضاءً لتحقيق ذاتها: "لا أستطيع الاختيار بين اللعب على العشب أو في القاعة. كل سطح يمنحني شيئًا، وكل مباراة تعلمني جديدًا"، تقول في تصريحاتها للكاف.
قصة مريم حجري تمثل نموذجًا لما أصبحت عليه الرياضة النسوية في المغرب: طموح لا يعرف سقفًا، وإرادة تصنع الحدث، وجيل جديد يرفض أن تُختصر هويته في لعبة واحدة أو مركز
واحد، لقد قادت فريقين مغربيين في ظرف عامين إلى نهائيين قاريين، واليوم تُتوَّج بلقب طال انتظاره، وقد تكون هذه مجرد بداية.
