يحمل اللقاء الذي يُجرى على أرضية ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، أهمية خاصة لأشبال الأطلس، الذين يطمحون لتحقيق انطلاقة مثالية، تُعبد الطريق نحو الأدوار الإقصائية، في مجموعة قوية تضم أيضًا منتخبي نيجيريا وتونس.
عودة الحلم بعد 28 سنة
آخر مرة توّج فيها المغرب بهذه البطولة تعود إلى سنة 1997، ومنذ ذلك الحين، لم تنجح الأجيال المتعاقبة في إعادة الكأس إلى المغرب، ومع بداية نسخة 2025، تأمل الجماهير المغربية أن يكون هذا الجيل هو من يكسر جدار الانتظار، ويعيد منتخب الشباب إلى منصة التتويج القارية. المنتخب يدخل المنافسة بطموحات كبيرة، مستندًا إلى مستوى تصاعدي لكرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة، وإلى استقرار تقني على رأس الجهاز الفني بقيادة المدرب محمد وهبي.وهبي يراهن على التحضير الذهني
قبل ساعات من المواجهة الافتتاحية، شدد وهبي على أهمية الإعداد النفسي والذهني للاعبين، خاصة أن غالبية الأسماء تخوض أول تجربة من هذا الحجم. وقال في تصريح لموقع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم:"ركزنا في آخر أيام التحضير على استرجاع الطراوة البدنية وتجهيز اللاعبين من الناحية الذهنية، لأن خوض أول مباراة في البطولة يحتاج إلى حضور ذهني كامل، ودخول سريع في الأجواء". المدرب المغربي عبّر عن ارتياحه لمردود لاعبيه في التدريبات، مؤكدًا أن الاشتغال على الجانب التكتيكي بدأ منذ سنتين، وهو ما يمنح المنتخب أفضلية الانسجام، والاستعداد لمواجهة خصوم يتميزون بالقوة والاندفاع.
تشكيلة شابة بنَفَس أوروبي
تضم قائمة المنتخب مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، من بينهم نوفل الحناش (باريس سان جيرمان)، وسعد الحداد (فينيزيا الإيطالي)، إضافة إلى إسماعيل عواد، لاعب لانس الفرنسي، الذي التحق مؤخرا بالبعثة بعد نهاية التزاماته في "الليغ 1". وتعوّل الجماهير المغربية على هذا الجيل الموهوب لتقديم مستوى قوي، يعكس التحول الذي تعرفه الكرة الوطنية على مستوى التكوين، ويؤكد أن المغرب بات مدرسة قارية لإنتاج المواهب.
مجموعة معقدة ومنافسون من العيار الثقيل
تُعتبر المجموعة الثانية من بين الأصعب في البطولة، نظرًا لمستوى منتخباتها. نيجيريا، بسبعة ألقاب سابقة، تُعد من كبار القارة في هذه الفئة، وتونس تدخل المنافسة برغبة في استعادة مكانتها بعد تراجع النتائج الأخيرة. أما كينيا، المنافس الأول للأشبال اليوم، فيملك منتخبًا عنيدًا يعتمد على اللياقة البدنية وسرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ما يُحتم على الدفاع المغربي توخي الحذر واليقظة.
وهبي: نريد منتخبًا منتصرًا لا يخشى أحدًا
في حوار مطول خص به الموقع الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم، قال محمد وهبي:"نحن نحترم كل المنتخبات، لكننا لا نخشى أحدًا. هدفنا أن نلعب كرة قدم جماعية، أن نُظهر شخصية الفريق، وأن نقدم منتخبًا منتصرًا وشجاعًا يمثل الكرة المغربية خير تمثيل." وأشار إلى أن المنتخب استعد جيدًا، وأن حلم التتويج ليس بعيدًا، خاصة مع الاستقرار التقني والانضباط الذي أظهره اللاعبون منذ انطلاق التحضيرات. وعن اللقب، قال وهبي:"لا يوجد منتخب مرشح بشكل صريح. الفريق الذي سيكون أكثر ثباتًا وفعالية هو من سيتوّج. علينا أن نكون جاهزين على المستويات البدنية، الذهنية، الفنية والتكتيكية إذا أردنا الذهاب بعيدًا".
المفاجآت واردة ووهبي يحذر
رغم أن منتخبات مثل السنغال، مصر، نيجيريا وتونس تُعد مرشحة فوق العادة للتتويج، إلا أن وهبي لم يُخفِ تخوفه من مفاجآت محتملة، مؤكدًا أن منتخبي جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية يمكن أن يُحدثا المفاجأة في هذه النسخة. وبالنسبة للمدرب الوطني، فإن عامل الجاهزية الذهنية سيكون حاسمًا أكثر من الجانب البدني أو الفني، في بطولة تُلعب على مدى ثلاث أسابيع فقط.
حلم اللقب.. مشروع مستقبلي
يتقاطع حلم التتويج القاري مع مشروع شامل تقوده الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يهدف إلى بناء أجيال قادرة على المنافسة قاريا وعالميا في مختلف الفئات. وليس بعيدًا عن هذا السياق، يرى متتبعون أن مشاركة منتخب الشباب في "كان 2025" ستكون اختبارًا حقيقيًا لهذا الجيل، خاصة مع اقتراب استضافة المغرب لكأس أمم أفريقيا للكبار في يناير المقبل، ما يزيد من الضغط الإيجابي لتقديم أداء مشرف.
برنامج صعب في ظرف أسبوع
سيكون على المنتخب المغربي خوض ثلاث مباريات قوية في ظرف أسبوع واحد، بداية بلقاء كينيا، ثم نيجيريا يوم 4 ماي، على أن يختتم دور المجموعات بمواجهة تونس يوم 7 ماي. وستُحدد نتائج هذه المباريات بشكل كبير ملامح التأهل إلى ربع النهائي، خصوصًا أن نظام البطولة لا يرحم الفرق التي تتعثر في البدايات. ويواجه المنتخب المغربي منافسيه تباعًا وفق البرنامج التالي: الخميس 1 ماي أمام كينيا الأحد 4 ماي أمام نيجيريا الأربعاء 7 ماي أمام تونس
"أشبال الأطلس" يلاحقون المجد الإفريقي من بوابة القاهرة
يدشن المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، غدا الخميس، رحلته في بطولة كأس أمم إفريقيا للشباب، بمواجهة كينيا، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية، ضمن النهائيات التي تحتضنها مصر إلى غاية 18 ماي المقبل.
