من "ظل الأخ الأكبر" إلى نجم النهائيات.. بلعروش يُحلّق مع أشبال الأطلس

من تصديات أسطورية إلى لقب أفضل حارس... شعيب بلعروش كتب فصلاً ذهبياً في تاريخ "أشبال الأطلس"، بعدما قادهم ببرودة أعصابه وردود فعله المذهلة نحو التتويج القاري، ليخطف الأضواء ويعلن عن ميلاد حارس كبير في سماء الكرة المغربية.

من "ظل الأخ الأكبر" إلى نجم النهائيات.. بلعروش يُحلّق مع أشبال الأطلس
لم يعد شعيب بلعروش يُعرَف فقط بكونه "شقيق علاء"، حارس ستراسبورغ الفرنسي والمنتخب الوطني الأولمبي، بل أصبح اسماً لامعاً في سماء الكرة المغربية والإفريقية، بعد مساهمته الكبيرة في تتويج "أشبال الأطلس" بلقب كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة.

الحارس الشاب، المولود سنة 2008 في مدينة الدار البيضاء، هو أحد خريجي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وتلقى تكوينه تحت إشراف مدرب الحراس نجيب العارج، الذي ساهم في تطوير مهاراته من حيث التمركز، سرعة رد الفعل، ودقة التمرير بالقدم.

ورغم صغر سنه (17 سنة)، أبان بلعروش عن نضج كروي لافت، خصوصاً في المراحل الحاسمة من المسابقة. ففي نصف النهائي أمام كوت ديفوار، كان بطل الملحمة بتصديه لثلاث ركلات ترجيحية. وفي النهائي أمام مالي، كرر السيناريو بتصديين حاسمين، أحدهما بطريقة مذهلة أمام تسديدة كانت متجهة نحو الزاوية التسعين.

إنجازه لا يقتصر فقط على الأدوار الإقصائية، بل إن بلعروش لم يتلق سوى هدف واحد طيلة المسابقة (أمام جنوب إفريقيا)، وخرج بشباك نظيفة في خمس مباريات من أصل ست، لينال عن جدارة لقب أفضل حارس في البطولة.

تألق بلعروش لفت أنظار أندية أوروبية على غرار ألكمار الهولندي وباناثينايكوس اليوناني، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية دولية، فيما تفضّل الأكاديمية خيار احترافه مستقبلاً في أوروبا على حساب العروض المحلية والعربية.

ومع طول يبلغ 1.88 متراً، وردود فعل سريعة، وقدرة على قراءة الخصم خلال ضربات الترجيح، بدأ البعض يشبهه بياسين بونو، وإن كان الطريق لا يزال طويلاً أمامه، فإن ما قدمه خلال "كان 2025" كفيل بترسيخ اسمه كأحد الوجوه القادمة بقوة في سماء الكرة المغربية.