كيف يواصل ليفربول الإنفاق بسخاء رغم قيود اللعب المالي النظيف؟

يثير نشاط ليفربول الكبير في سوق الانتقالات هذا الصيف تساؤلات عدة في إنجلترا، خاصة بشأن كيفية تمكنه من الإنفاق بسخاء رغم القيود الصارمة للّعب المالي النظيف المعتمدة في الدوري الإنجليزي الممتاز. فما الذي يسمح للنادي بإبرام صفقات ضخمة من دون التعرض للعقوبات؟

لوائح خاصة... وهامش خسائر "مراقب"

يعتمد نظام اللعب المالي النظيف في إنجلترا، المعروف باسم "قواعد الربحية والاستدامة" (PSR)، على مبدأ واضح: يُسمح للأندية بخسارة مالية تصل إلى 120 مليون يورو خلال فترة تمتد لثلاث سنوات. وهذا يعني أن العجز ممكن، لكن ضمن حدود معقولة وقابلة للتوزيع على عدّة مواسم، بطريقة تشبه احتساب النقاط في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).

من هنا، يمكن فهم كيف تجاوز ليفربول حاجز 300 مليون يورو من الإنفاق هذا الصيف، وهو مستعد حتى لتحطيم الرقم القياسي في تاريخ الدوري الإنجليزي إذا قرر التعاقد مع ألكسندر إيزاك من نيوكاسل مقابل 150 مليون يورو، خاصة بعد أن أبدى اللاعب استعداده للانتقال. بل تشير مصادر إلى أن النادي قد يدرس أيضًا تقديم عرض لضم رودريغو من ريال مدريد.

صحة مالية... وتدبير ذكي

تتمتع إدارة نادي ليفربول، تحت إشراف مجموعة "فينواي سبورتس"، بسمعة قوية في التدبير المالي، رغم الانتقادات أحيانًا من بعض الجماهير لترددها في الإنفاق سابقًا. إذ بلغ رقم المعاملات في آخر تقرير مالي للنادي نحو 614 مليون جنيه إسترليني.

لكن هذا ليس كل شيء، إذ يُظهر تحليل للسنوات الأخيرة أن ليفربول كان حذرًا جدًا في الميركاتو، فمثلاً في الصيف الماضي، اكتفى بضم فيديريكو كييزا مقابل 12 مليون يورو، في حين جنَى ما يقارب 50 مليون يورو من بيع لاعبين.

أرباح رأسمالية... وصفقات رابحة

استفاد النادي من بيع لاعبين من مركز التكوين، ما يُسجل كربح صافٍ في حسابات PSR، إضافة إلى إعادة بيع لاعبين بهوامش مالية مريحة. هذا الصيف، تم بيع أربعة لاعبين مقابل 60 مليون يورو، ومن المرتقب أن يغادر كل من لويس دياز وداروين نونيز وهارفي إليوت، ما قد يُدخل للنادي أكثر من 150 مليون يورو.

الرقم السحري: 575 مليون يورو

وفقًا لشبكة "سكاي سبورتس"، فإن ليفربول قادر نظريًا على إنفاق ما يصل إلى 575 مليون يورو هذا الصيف دون خرق لوائح اللعب المالي النظيف. في وقت عانت فيه أندية مثل إيفرتون ونوتنغهام فورست من خصم نقاط بسبب تجاوزات مالية، واضطرت أندية غنية مثل نيوكاسل إلى تقليص إنفاقها.

باختصار، يعود التفوق المالي لليفربول إلى مزيج من التخطيط الذكي، والإيرادات التجارية المرتفعة، وانتقالات محسوبة، مما يفسر نشاطه المكثف في السوق الحالي، لا سيما بعد تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي، ورغبته في الحفاظ على الصدارة في ظل تقوية باقي المنافسين لصفوفهم.