سطّر ياسر الزبيري اسمه بحروف من ذهب في سجل كرة القدم المغربية، بعدما قاد المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة إلى تحقيق لقب كأس العالم للشباب في الشيلي، بفضل ثنائيته الحاسمة في مرمى الأرجنتين (2-0) في المباراة النهائية.
الزبيري، الذي اختير أفضل هدّاف في البطولة بخمسة أهداف، لم يكن مجرد نجم في لحظة التتويج، بل رمزًا للإصرار والتحدي كما وصفته صحيفة «لويس موكوما فارغ» في تقريرها الصادر صباح اليوم الاثنين.
وقال الزبيري عقب التتويج في تصريحات مؤثرة:"المسار كان صعبًا ومليئًا بالتحديات، لكننا واجهنا كل منافس بروح عالية وثقة في أنفسنا."
كلماتٌ لخّصت ذهنية هذا الجيل الذهبي، الذي اجتمع على التضامن والإيمان الجماعي بالنجاح.
لكن وراء تألق الزبيري، تكمن قصة إنسانية مميزة. فقد كشف المدرب محمد وهبي بعد المباراة النهائية تفاصيل مذهلة عن كواليس مشاركة مهاجمه، قائلاً:"الزبيري كان من بين اللاعبين الذين أصرّوا بشدة على الالتحاق بالمنتخب. ناديه لم يكن يريد السماح له بالمغادرة حتى اللحظة الأخيرة، لكنه أصرّ وقال لي: سأذهب، حتى لو فقدت مكاني في الفريق. فردّ عليه مدربه في النادي: قد تخسر مكانك نهائيًا.
لكن الزبيري أجابه بثقة: سأعود بصفتي بطلًا للعالم وهدافًا للبطولة.وفعلاً، أوفى بوعده حرفيًا."
هذا الموقف البطولي، يجسد عقلية هذه المجموعة من اللاعبين الذين تحدّوا كل الصعاب لرفع راية المغرب عاليًا.
الزبيري، ابن مدينة مراكش والبالغ من العمر 20 سنة، فرض نفسه اليوم كأحد أبرز المواهب المغربية الصاعدة. فإلى جانب حسه التهديفي العالي، يتميّز بنضج تكتيكي واضح وقدرة على صنع الفارق في اللحظات الكبرى، ما يجعله مشروع مهاجم بارز للمنتخب الأول في المستقبل القريب.
وختم المدرب وهبي حديثه بكلمات مؤثرة عن لاعبيه قائلاً: "لقد ضحّوا كثيرًا من أجل هذا الإنجاز، والزبيري كان مثالًا على هذا الجيل الذي كسر الحاجز وحقق المستحيل."
هكذا تحوّل وعد شخصي من لاعب شاب إلى أسطورة حقيقية في تاريخ كرة القدم المغربية، وفتح الباب أمام حلم جيل جديد من "أسود المستقبل".