أكادير: زكرياء أكجدول
وأضاف غاموندي "هناك عياء، لكن اللاعبين بقتاليتهم قاوموا من أجل الفوز. آمنا بحظوظنا في تحقيق نتيجة إيجابية وذلك ما تحقق لنا. كان هدفنا الوصول للنقطة 30، لكننا اكتفينا بـ 29 نقطة، ونحن بالطبع راضون على ما تحقق. آمل أن نبدأ 2018 بطريقة مماثلة، وبالمناسبة أشكر الجميع على مجهوداتهم".
من جهته، أكد العميد جلال الداودي أن الاتفاق الذي جرى بين اللاعبين يقضي بتقديم هدية ثمينة للجمهور السوسي، وقال "نريد المشاركة على الأقل في منافسة قارية، ونحن قادرون على ذلك. لا يمكن أن نحكم على مردودنا من خلال مباراة المغرب التطواني، بحكم أن منافسنا يحتل الرتبة الأخيرة، كما أننا عانينا العياء خلال الأسبوع الجاري. حددنا هدفنا في اقتناص 3 نقاط".
وتحدث الداودي عن حصاد الشطر الأول من الموسم قائلا "إذا أردنا أن نقيم مسار الفريق، فعلينا أن نرى مرحلة الذهاب كاملة. كنا أفضل فريق، ونستحق أن نفوز بلقب الخريف. أشكر الجماهير رغم أنها لم تحج بكثرة اليوم"، مضيفا "نحن نلعب مباراة بمباراة ولن نبيع الوهم للجماهير، آمل أن نكمل بالطريقة نفسها، وفي حدود الجولة 23 ستظهر مدى إمكانية المنافسة على اللقب".
وتبقى عدة أسباب أساسية ساهمت بشكل كبير في النتائج الإيجابية التي حققها الفريق السوسي، خلال المرحلة الأولى من الموسم، في مقدمتها الدعم المالي المهم الذي قدمه المحتضن الرسمي للفريق، ثم أيضا التحضير الجيد للموسم، وكذا لمسة المدرب، إضافة إلى استقرار أداء اللاعبين.
الدعم المالي
بعد الأزمة المالية الخانقة التي مر بها فريق حسنية أكادير خلال الموسم الماضي، كان لا بد أن تبحث إدارة الرئيس الحبيب سيدينو عن موارد مالية حقيقية تفاديا للسقوط في الفخ نفسه، وكان من الضروري التفاوض مع المحتضن الرسمي للفريق، بغية تجاوز المشاكل العالقة، إذ أسفرت مختلف الخطوات عن نتائج موفقة، ونجح الفريق في التحضير بشكل جيد في الفترة التي سبقت انطلاق الموسم الجديد.
حصل اللاعبون على جزء كبير من مستحقاتهم المالية العالقة بذمة المكتب المسير، وبرمج المدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي معسكرا إعداديا خارج مدينة أكادير، وتحديدا بمنطقة بوسكورة، ضواحي الدار البيضاء، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين جدد لسد الفراغ بالخطوط الثلاثة، وكذا التعاقد مع حارس مرمى متمرس.
تحضيرات موفقة
عكس المواسم الأخيرة التي اكتفى خلالها فريق حسنية أكادير بالتحضير للموسم في أكادير، خاض هذا الموسم معسكرا تدريبيا مغلقا ببوسكورة، وخلاله عمل غاموندي على خلق الانسجام بين اللاعبين الجدد والقدامى وتحضير الفريق بشكل جيدا على الصعيد البدني، كما جرى تعزيز الصفوف بعناصر وازنة، على غرار الحارس عبد الرحمان الحواصلي، والمدافعين ياسين الرامي وسفيان بوفتيني، ثم أيضا أمين صادقي، وهشام بلحسن، وعبد العالي خنبوبي، وبدر كشاني، وكريستيانو سانطوس، ويوسف الكناوي، مع الحفاظ على بعض الركائز.
لمسة المدرب
من خلال متابعة مسار غزالة سوس في النصف الأول من منافسات بطولة هذا الموسم، تبين أن قرار اعتماد إدارة الحسنية على المدرب ميغيل غاموندي كان قرارا صائبا وأعطى ثماره بالنظر لخبرته، ثم أيضا لمعرفته بأسرار بيت الفريق السوسي، بحكم أنه اشتغل لسنوات كمسؤول عن عملية تكوين الفئات الصغرى، إضافة إلى معرفته بالدوري المغربي.
في فترة وجيزة، وضع غالموندي فريق الحسنية على السكة الصحيحة، لأنه نجح في تصحيح الكثير من الأخطاء السابقة، مع إدخال تعديلات عدة على نهج وطريقة لعب رفاق العميد جلال الداودي، أعطت ثمارها، خصوصا بعد التغلب على مشكل الدفاع، الذي كان نقطة ضعف الفريق في المواسم الأخيرة، كما غير مركز أكثر من لاعب ووجد حلولا للفراغات، بإعادة توظيف لاعبين في مواقع مختلفة، على غرار المدافع فودي كامارا وجلال الداودي.
فوائد قوم
ولأن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، استفاد فريق الحسنية كثيرا من تراجع مستوى الفرق الكبيرة، التي تنافسات دائما على المراكز الأمامية، خصوصا حامل لقب الموسم الرياضي الماضي، الوداد البيضاوي، الذي انشغل بمسألة البحث عن اللقب القاري، ثم أيضا الرجاء، الذي أنهكته المشاكل الداخلية داخل البيت الأخضر، وكذا الدفاع الحسني الجديدي، الذي تأثر كثيرا بعد سقوطه في نهائي كأس العرش، كل هذه العوامل جعلت فريق الحسنية يستفيد كثيرا من الوضع، ويفرض قوته، وهو الذي تألق بشكل لافت، بعدما خدم برنامج المباريات مصلحته.
وتبقى ثلاثة عوامل أساسية كفيلة بضمان مواصلة الحسنية السير بالإيقاع نفسه، أولها دعم الأنصار، إذ يصعب أن يخوض السوسيون المباريات المقبلة، خصوصا الحاسمة منها وتحقيق الفوز دون الدعم الجماهيري. وثانيها دعم المكتب المسير ماديا ومعنويا، لأن عودة المشاكل المادية بالخصوص من شأنه أن يشتت تركيز اللاعبين، وأن يحرمهم من التألق، خصوصا في المواعيد الكبيرة. ويتمثل العامل الثالث في قدرة المدرب ميغيل غاموندي على إيجاد العلاج الناجع للتراخي الذي يطبع مسار الحسنية خلال المواسم الأخيرة في الشطر الثاني من البطولة، إذ دوما ما تحقق الحسنية نتائج ايجابية في مرحلة الذهاب، لكن العكس هو الذي يحدث في الإياب، وتحديدا بعدما يجمع الفريق النقاط التي تخول له ضمان البقاء في قسم الصفوة.