بودربالة..الرجاء ثم القلعة الحمراء

"في أكتوبر 1977 التحقت بالقلعة الحمراء -يضيف عزيز- وقتها تعرفت على الإطارين مصطفى البطاش، وسي محمد الخلفي، وهنا لابد أن أتوقف لأقول أنني دائما كنت أعرف أن هذا الثنائي تألق كثيرا على المستويين الوطني والدولي، وخصوصا في عالم الإحتراف، وعندما وقفت أمامهما أحسست أن ذلك كان بمثابة تشريف لي. تعرفا علي في كازابلانكيز التي تحتضن التداريب الخاصة باللياقة البدنية، بينما التداريب الأخرى تجري في ملعب الأب جيكو. وكان فيرق الوداد وقتها يهيء مركب بنجلون".

بودربالة..الرجاء ثم القلعة الحمراء

لم يجد عزيز أدنى صعوبة في التأقلم مع أجواء الفريق، لأن موهبته كانت عالية، وأيضا لأنه كان بحاجة إلى الظروف المواتية لتفجير طاقاته. وبعد حوالي شهرين مع فئة الشباب، لعب خلالها ثلاث أو أربع مباريات، وبالضبط مع بداية سنة 1978، وجد نفسه مع فريق الكبار، ويتذكر:"جرت الأمور بسرعة كبيرة، لدرجة أنني أحيانا لا أذكر كيف وقع ذلك. تألقت بصورة ملفتة مع الشبان، فقدم لي البطاش والخلفي فرصة العمر، عندما ضماني إلى فريق الكبار".

"أحمد الله الذي سخر لي جميع الأمور، ولم أصادف في طريقي أي عراقيل. لكن لابد من الإشارة إلى أنني وقتها عرفت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، وعرفت قيمة الفريق الذي انضممت إليه. وكثيرا ما كنت أجلس وأتأمل، فقد كنت أسمع عن مجموعة من اللاعبين الوداديين الكبار الذين يتألقون مع الفريق كما يتألقون بقميص المنتخب الوطني، أمثال العربي أحرضان، محمد شيشا، كيتا، عبد الرحيم صابر، عبد الحق، عبد القادر الأشهب. فوجدت نفسي جنبا إلى جنب معهم في مستودع الملابس، وعلى أرضية الملعب. من الصعب تصديق ذلك لكنها الحقيقة التي كان علي أن أتعايش معهان والأهم أن اكون في حجم الثقة التي وضعها في البطاش والخلفي".

بمجرد التحاقه بفريق الوداد البيضاوي، ودع عزيز بودربالة عالم الدراسة، ويعلق:"لم يكن ممكنا الجمع بين الدراسة والممارسة، لذلك اخترت الممارسة، وكنت وقتها وصلت مستوى الخامسة /العلوم/. كان والدي رحمه الله توفي سنة 1976، وكانت أمي ترغب في أن نواصل جميعا الدراسة، لكنها لم تعارض، لأنها أدركت أنني اخترت الإتجاه الذي يرضيني".

وواصل:"حاولت بعد الإستقرار داخل الوداد تلقي دروس خصوصية في المعلوميات، لكني فشلت مرة أخرى في التوفيق بين الممارسة الرياضية والدراسة، مع العلم أن أسفاري كثرت خصوصا مع المنتخب الوطني. كما أنني كنت أحصل على منح من الفريق، ويتراوح مدخولي الشهري بين 1500 و2000 درهم شهريا".