"خلال بداياتي مع الأسود جاورت عبد المجيد الظلمي، فتاح، لعلو، بلحيوان، اسحيتة، وأسماء أخرى كانت متألقة على مستوى البطولة الوطنية. وأذكر جيدا مباراة ظلت عالقة في الذهن، وكانت أمام منتخب موريتانيا. وقتها لم يكن الموريتانيون يتمتعون بسمعة كبيرة على مستوى الممارسة، لكن رغم ذلك خلقوا لنا متاعب كبيرة، وتعادلنا معهم بشق الأنفس بحصة /2-2/، في مباراة دارت على أرضية صلبة ولاتصلح إطلاقا للتنافس عليها. كما أن أحد المهاجمين ضرب اللاعب الظلمي بوحشية لإزاحته من طريقه، قبل أن يسجل هدفا، أمام أنظار الحكم الذي لم يحرك ساكنا، واحتسب الهدف دون أن يعير أدنى اهتمام لإحتجاجاتنا".
كان الموسم الأول لبودربالة مع الوداد ناجحا بكل المقاييس، لأنه تذوق فيه كل أشكال التألق، ويقول:"الحمد لله، أنني لم أصادف أدنى صعوبات، سواء مع الوداد، أو بقميص المنتخب الوطني، لكن لابد من توجيه الشكر إلى كل تلك الأسماء التي ساندتني، ووجهتني لبلوغ الهدف".
على مستوى المشاركات الدولية مع الوداد، يؤكد عزيز:"لم نكن نشارك في المنافسات القارية، لسبب بسيط، هو أن الفريق لم تكن لديه الإمكانيات المادية الكافية لتأمين مصاريف المشاركات، مع العلم أن التنقل في تلك الفترة إلى إحدى الدول الإفريقية يتطلب وقتا طويلا، وكذا مصاريف كبيرة، ولم يكن أي فريق مغربي يشارك في أي من التظاهرات القارية الثلاث. لكننا نلعب مباريات دولية مع عدد من الفرق الأوروبية بالخصوص. وهكذا واجهنا فريق سانت إيتيان بنجومه الكبار وقتها /ميشيل بلاتيني، جونفيون، ماريوس تريزور، لاريوس، ريب،...../، وباستيا، ولوهافر، وميدلزبرو، وأندرلخت، وأنتير ميلانو".
عندما ذكر عزيز إسم أنتير ميلانو، توقف لحظة، وواصل:"لابد من الوقوف لحظة عند إسم أنتير ميلانو، لأنني كنت على وشك الإحتراف في صفوف هذا الفريق، وكنت على وشك أن أصبح أول لاعب عربي إفريقي يحترف في الكالشيو. لكن فرحتي لم تكتمل، ولا أقول سوى //الخير فيما اختاره الله//. فقد توصلت بدعوة من أنتير ميلانو قصد المشاركة مع الفريق في دوري دولي يحتضنه في تلك الفترة ملعب سان سيرو صيف كل سنة ويسمى /الموندياليتو/، وتوصلت بالدعوة من لينو باكو. لكن قبل السفر إلى إيطاليا، وخلال مباراة بين الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي /1-0/، أصبت بتمزق عضلي، وأكثر من ذلك أحسست كأن انفجارا قويا وقع في فخدي، لدرجة أنني عانيت كثيرا، ورغم ذلك سافرت، واخبرت مسؤولي أنتير ميلانو الذين وفروا لي العلاجات الضروري، وعلى مدى 22 يوما استفدت من وسائل متطورة في العلاج، وتعافيت من الإصابة. وكان فريق الأنتير تأهل للمباراة النهائية برفقة نادي بينارول النمساوي، فأخبر الطبيب مسؤولي الفريق أنني شفيت من الإصابة، وأنه بإمكاني المشاركة في المباراة. لكنه عاد وطلب منهم عدم المجازفة بسبب هطول أمطار جعلت أرضية الملعب ثقيلة، بدعوى أنني سأضطر غلى بذل مجهود كبير، ما سيؤثر علي وقد يتسبب ذلك في إصابتي مجددا، ومرة أخرى قلت مع نفسي //الخير فيما اختاره الله//، لأنني لم أكن أدري ما الذي سيحدث لو شاركت في هذه المباراة".