لقبان لمنتخبين عربيين في أربع محطات

في الفترة ما قبل سنة 2009، وكلما اقترب موعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم، كانت تثار الكثير من الأسئلة حول قيمة الدوريات الإفريقية المحلية، وقيمة اللاعبين الذين يمارسون بها، خصوصا بعد الإعلان عن اللوائح النهائية للمنتخبات التي حجزت بطائق التأهل إلى نهائيات العرس القاري.

لقبان لمنتخبين عربيين في أربع محطات

أحرجت هذه التساؤلات المسؤولين عن كرة القدم الإفريقية، الذين اعتبروها منطقية ومشروعة، من هنا بدأ التفكير في الصيغة الأمثل لكل من يشك في قيمة اللاعب المحلي الإفريقي، فجاءت فكرة تنظيم مسابقة خاصة، أطلق عليها اسم كأس إفريقيا للمحليين "شان"، إذ اهتدى مسؤولو الكاف إلى تنظميها في السنة التي تلي نهائيات كأس إفريقيا للأمم، مع برمجة التصفيات، التي تسفر في النهاية عن تأهل 16 منتخبا لخوض النهائيات.

وهكذا جاءت النسخة الأولى سنة 2009 بكوت ديفوار، بمشاركة 8 منتخبات، وزعت على مجموعتين، ضمت الأولى كلا من زامبيا، والسنغال، وتنزانيا، وكوت ديفوار، فيما ضمت الثانية كلا من غانا، وجمهورية الكونغو، وزيمبابوي، وليبيا.

وانطلقت المنافسات على امتداد الفترة ما بين 22 فبراير و8 مارس، إذ تمكن منتخبا زامبيا والسنغال من التأهل للمربع الذهبي، عن المجموعة الأولى، في حين بلغ الدور ذاته منتخبا غانا وجمهورية الكونغو عن المجموعة الثانية.

في دور النصف، التقى منتخب غانا بنظيره السينغالي، إذ قابلت زامبيا منتخب جمهورية الكونغو، وكان التألق حليف غانا وجمهورية الكونغو، وهما المنتخبان اللذان خاضا المباراة النهائية، التي انتهت بفوز منتخب جمهورية الكونغو بهدفين دون رد، وبالتالي دخل تاريخ كأس إفريقيا للمحليين كأول منتخب يتوج بهذه المسابقة.

وشهدت النسخة الأولى تتويج كيفن سينغولوما من زيمبابوي هدافا للبطولة برصيد 5 أهداف، متبوعا بآلان كالوبيتوكا ديوكو من جمهورية الكونغو (3 أهداف)، وفيليب ماروفو من زيمبابوي (هدفان).

نسخة 2011 بالسودان

أقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" إجراء نهائيات النسخة الثانية من "شان" سنة 2011 بالسودان، مع رفع عدد المشاركين إلى 16 منتخبا، جرى توزيعها إلى أربع مجموعات، ضمت الأولى السودان، والجزائر، والغابون، وأوغندا، في الثانية جنوب إفريقيا، والنيجر، وزيمبابوي، وغانا، فيما تشكلت الثالثة من منتخبات الكاميرون، وجمهورية الكونغو، وكوت ديفوار، ومالي، وأخيرا ضمت المجموعة الرابعة كلا من تونس، وأنغولا، والسنغال، ورواندا.

وأسفر دور المجموعات عن تأهل منتخبات السودان، والجزائر، وجنوب إفريقيا، والنيجر، والكاميرون، وجمهورية الكونغو، وتونس، وأنغولا، إلى دور الربع، وبعد ذلك حجزت منتخبات الجزائر، والسودان، وأنغولا، وتونس، تذاكر المرور إلى المربع الذهبي، إذ فاز المنتخب التونسي على جاره الجزائري، وأقصي أصحاب الأرض في مباراتهم أمام أنغولا.

في المباراة النهاية، أكد المنتخب التونسي أنه لم يبلغ المباراة النهائية بالصدفة، بل عن جدارة، إذ بسط سيطرته أمام منافسه الأنغولي، ونجح في الفوز عليه بثلاثة أهداف دون رد، ليتوجوا بلقب النسخة الثانية.

وشهدت الدورة تصدر ثلاثة لاعبين قائمة الهدافين، إذ يتعلق الأمر بزهير الذاودي (تونس)، والعربي هلال سوداني (الجزائر)، ومدثر الطيب إبراهيم (السودان)، برصيد 3 أهداف.

 

نسخة 2014 في جنوب إفريقيا

 

بعد استضافتها لمونديال 2010، كانت جنوب إفريقيا محطة لنسخة 2014 من نهائيات "شان"، مرة أخرى تأهل 16 منتخبا لنهائيات هذه النسخة، وهي: مالي، ونيجيريا، وجنوب إفريقيا، والموزمبيق، والمغرب، وزيمبابوي، وأوغندا، وبوركينا فاصو، وغانا، وليبيا، والكونغو، وإثيوبيا، والغابون، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وبوروندي، وموريتانيا.

وأسفرت منافسات الدور الأول عن تأهل منتخبات المغرب، ونيجيريا، ومالي، وزيمبابوي، والغابون، وليبيا، وغانا، وجمهورية الكونغو، لخوض دور الربع، إذ حجزت منتخبات نيجيريا، وزيمبابوي، وليبيا وغانا، تذاكر بلوغ المربع الذهبي، وأسفرت مباراتا النصف عن تأهل ليبيا وغانا للصراع على اللقب.

كانت المباراة النهاية أشبه بإعادة لسيناريو سنة 1982، التي كان الطرفان خلالها في نهائي كأس إفريقيا للأمم، ووقتها توج الغانيون باللقب بعد فوزهم بالضربات الترجيحية (7-6)، إثر انتهاء الوقت القانوني والإضافي بنتيجة التعادل (1-1)، في دورة جنوب إفريقيا، لكن هذه المرة سيحدث العكس، إذ كان التفوق حليف الليبيين، الذين حسموا نتيجة المباراة بالضربات الترجيحية (4-3)، عقب انتهاء الوقتين القانوني والإضافي بالتعادل (0-0).

وشهدت هذه النسخة تتويج برنارد باركر من جنوب إفريقيا هدافا برصيد 4 أهداف، متقدما على سينتامو من أوغندا بثلاثة أهداف، وسوكامي من الغابون بهدفين.

 

نسخة 2016 برواندا

 

منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" شرف تنظيم نهائيات نسخة 2016 لجمهورية رواندا، في الفترة الممتدة من 16 يناير إلى 7 فبراير، بمشاركة منتخبات كوت ديفوار، ورواندا، والمغرب، والغابون، والكاميرون، وجمهورية الكونغو، وأنغولا، وإثيوبيا، وتونس، وغينيا، ونيجيريا، والنيجر، وزامبيا، ومالي، وأوغندا، وزيمبابوي.

وأسفرت مباريات دور المجموعات عن تأهل منتخبات رواندا، وجمهورية الكونغو، والكاميرون، وكوت ديفوار، وتونس، ومالي، وزامبيا، وغينيا، لدور الربع، وبعد ذلك تأهلت منتخبات جمهورية الكونغو، وغينيا، ومالي، وكوت ديفوار، للمربع الذهبي، قبل أن ينجح منتخبا الكونغو ومالي في بلوغ الدور النهائي، الذي أسفر عن فوز الكونغوليين بثلاثة أهداف دون رد، وبالتالي التتويج باللقب الثاني.

وشهدت هذه النسخة تقاسم التونسي أحمد العكايشي، وإيليا ميشكاك (جمهورية الكونغو)، وشيسوم شيكاتارا (نيجيريا)، لقب الهداف، بمجموع 4 أهداف.