بودربالة..توديع الهواية

كانت الرحلة إلى ميلانو مثمرة جدا بالنسبة لعزيز بودربالة. حقيقة أنه فشل أو بشكل أصح أن الظروف منعته من اللعب وإبراز قدراته أمما مسؤولي الأنتير، ما كان سيفتح أمامه أبواب الالتحاق بالكالشيو، لكن على مستوى آخر استفاد كثيرا.

بودربالة..توديع الهواية

يقول:"طيلة مدة 22 يوما التي قضيتها في ضيافة أنتير ميلانو، استفدت في المقام الأول من العلاج، حيث مكنني مسؤولو الفريق من كل الظروف حتى شفيت تماما مت التمزق العضلي الذي كاد أن يوقف مسيرتي الرياضية. كما أنني تعرفت على نمط عيش اللاعبين المحترفين: كيف يتدربون؟ ماذا يأكلون؟ كيف يستمتعون بوقتهم الإضافي؟ إلى غير ذلك من المراحل اليومية. وبصراحة أحسست ذلك الوقت أنني مهيأ للإحتراف، خصوصا أن مستواي التقني كان قريبا وأحيانا أفضل من مستوى عدد من لاعبي الفريق. كان بودي أن أؤكد ذلك أمام الجميع. وكان الأنتير وقتها يضم في صفوفه لاعبين كبار أمثال ألطوبيلي، وبروآسكا، وبرغومي، وباريزي، الكبير".

اعتقد بودربالة، أن الفرصة ما تزال أمامه للإحتراف مع الأنتير، خصوصا بعدما تقرر إجراء مباراة دولية ودية بين الوداد والفريق الإيطالي بمدينة الدار البيضاء، ويتذكر عزيز:"بعد عودتي بأسابيع قليلة من ميلانو، جاء فريق الأنتير بكامل نجومه، وأجرى معنا مباراة ودية. وقتها قدمت واحدا من أجمل عروضي، وكنت نجم المباراة بدون منازع، كما أنني شكلت الشبح المخيف لجميع مدافعي الأنتير، وانتهت المباراة بهدف لصفر، من توقيعي. والغريب أن مسؤولي الفريق الإيطالي لم يعاودوا محاولة التعاقد معي، وإطلاقا لم أدر سبب ذلك".

أحس بودربالة أنه نضج بما فيه الكفاية في عالم الهواية، وأنه مؤهل لخوض تجربة الإحتراف "تألقت كثيرا مع الوداد، وأحرزت كل الألقاب /البطولة وكأس العرش/، بالإضافة إلى كأس محمد الخامس الدولية، مع العلم أنني وقعت ضربة الجزاء الأولى في مرمى الكاميروني الكبير نكونو، حارس مرمى نادي كانون ياوني الذي واجهناه وقتها في المباراة النهائية. ومنذ عودتي من ميلانو أصبحت شهيتي مفتوحة أكثر لخوض تجربة الإحتراف".

بعد إيطاليا، جاءت سويسرا، لكن هذه المرة لم تضع الفرصة، ويؤكد عزيز:"أقام فريق سيون السويسري معسكرا تدريبا في مدينة الدار البيضاء، وكان لاعبوه يتدربون في مركب الوداد، بحكم علاقة طيبة تجمع مسؤولي الفريقين. ويبدو أن مسيري سيون سمعوا كثيرا عني لكنهم لم يشاهدوني. وقبل عودتهم إلى سويسرا، قدم لي رئيس الفريق دعوة لقضاء أسبوع في ضيافة الفريق. فقبلتها دون تردد لأنها بالنسبة لي كانت فرصة مواتية لزيارة سويسرا. مع العلم أن رئيس الفريق الودادي وقتها عبد الرزاق مكوار، توصل بعروض من أندية أخرى مثل نانسين وستراسبورغ الفرنسيين من اجل التعاقد معي، لكنه رفضها بسبب هزالة العرض المادي".

ويواصل:"سافرت إلى سويسرا، والتحقت بتداريب فريق سيون. لكنني عانيت بسبب إصابة في الكاحل، واكتشف مدرب الفريق أنني لا أركض بشكل عادي، وعندما سألني عن السبب أخبرته بالإصابة التي أعاني منها. وخلال مباراة ودية بين سيون وفريق سان غال، طلب المدرب من طبيب سان غال، وهو في الوقت نفسه طبيب المنتخب الوطني السويسري، أن يفحصني، فاستجاب دون تردد. فأخبرني في مستودع الملابس أنني أعاني من تمزق في أربطة الكعب، وأنه يلزم إجراء عملية جراحية. بعدها اتصلت بمسؤولي الوداد الذين نسقوا مع نظرائهم في فريق سيون، وانتقلت إلى مدينة سان غال، وخضعت لعملية جراحية كانت ناجحة، وبفضلها استعدت عافيتي".