وثيقة: لقجع يحتج رسميا لدى فيفا بسبب تحايل مضر بالمغرب

هل نريده أن يكون بالفعل كأسا للعالم؟ وهل سيكون بالفعل لكل العالم؟ يعود هذان السؤالان وغيرهما من الأسئلة، التي ينبغي طرحها إلى التحايل، الذي تعامل به الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مع ترشح المغرب المشروع لاحتضان أرقى تظاهرة كروية على الصعيد الدولي.

وثيقة: لقجع يحتج رسميا لدى فيفا بسبب تحايل مضر بالمغرب

في البدء كانت الأمور تسير في اتجاه يمكن اعتباره طبيعيا، لكن ما إن تنامى عدد داعمي المغرب في مسعاه إلى احتضان المونديال من خلال ترشحه للمرة الخامسة، حتى بدأت عمليات الضرب تحت الحزام، وبدأ ذلك عبر مغادرة جيانو إنفانتينو، رئيس الفيفا المغرب، بضغوط أمريكية بعد أن كان يعتزم حضور منافسات كأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين، وهو أمر متعارف عليه، إذ يحضر رئيس الفيفا كل التظاهرات القارية.

لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت تحيزا غير مقبول هي التعديلات، التي أحدثت على نظام التنقيط، فبعد أن اشتغل المغرب وهو يحضر ملفه بناء على شروط معينة وجد نفسه محاصرا بشروط جديدة، بعد أن أنهى ملفه وبات قاب قوسين أو أدنى من إيداعه.

أمام هذا الوضع بعث فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قبل متم مارس الماضي رسالة إلى جيانو إنفانتينو، أعرب فيها عن قلق الجامعة بخصوص الإنصاف والشفافية التي تهم إجراءات الترشح لتنظيم المونديال.

وأوضح لقجع في رسالته أن "فيفا" بعث في شتنبر 2017 للجامعة الملكية لكرة القدم بمعطيات حول قانون وإجراءات الترشح، ومعايير  Task forceلتقييم الترشيحات اعتمادا على نظام تنقيط من صفر إلى 5.

وشدد رئيس الجامعة في رسالته على أن الفيفا طالبت في غير ما مرة، منذ السادس من دجنبر 2017 بتمكينها من تفصيل يخص المنهجية وعملية التنقيط وشروط تطبيق Task force  التي قال عنها لقجع إن رئيس الاتحاد الدولي لا يجهل أنها يمكن أن توجه ملف الترشيح أو جزءا منه، خصوصا أن الملف كان في التحضير من طرف الجامعة المكية لكرة القدم.

وعبر عن استغرابه، لأنه فوجئ لدى توصله يوم الأربعاء 14 مارس 2018 بنظام التنقيط (Scoring System )  المدون في خمسين صفحة، ويحيل هذا التوقيت على أن الجامعة توصلت بالنظام إياه قبل أقل من 24 ساعة على تسليم الملف التقني للترشح المغربي في زيوريخ، والذي جرى يوم 15 مارس الماضي.

ولم يكن الحيز الزمني الذي توصلت فيه الجامعة بنظام التنقيط يسمح بأخذه بعين الاعتبار وإجراء تعديلات، خصوصا أن الوفد المغربي الذي عهد إليه بإيداع الملف كان في طريقه إلى زيوريخ.

المؤسف أن نظام التنقيط المسلم للمغرب بعد فوات الأوان شهد تعديل بعض الشروط والمعايير وفرض أخرى لم يجر إخبار الجامعة الملكية لكرة القدم بها خلال تحضير الملف.

 ومن بين المعايير التي أصبح "Task Force" يأخذها بعين الاعتبار أن يبلغ عدد سكان كل مدينة مرشحة لاحتضان مباريات كأس العالم 250 ألف نسمة، وضرورة استقبال مطارات البلد المرشح 60 مليون مسافر على الأقل سنويا.

ويسمح التنقيط الذي يحصل عليه كل بلد مترشح بترجيح كفته وتمكينه من بلوغ مرحلة التصويت أو إقصائه قبل بلوغها، وهو أمر يفقد الفيفا مصداقيتها بالنظر إلى ما فضحته رسالة رئيس الجامعة.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة التفتيش التابعة للفيفا ستزور المغرب يومي 17 و18 أبريل الجاري وتضم خمسة أعضاء هم الكرواتي زفونيمير بوبان، والهندي موكول مودغال، والسويسري ماركو فيليجير، والمقدوني الكو جيوجورسكي، والسلوفيني توماس فيسيل.

فيفا