وما أن أطلق الحكم الفرنسي كليمان توربان صافرته إيذانا بانتهاء المباراة، حتى تحولت شوارع العاصمة الى مسرح للمواكب السيارة للمشجعين الذين أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم حتى ساعات الفجر الاولى، في مشاهد أعادت التذكير باحتفالات الايطاليين بإحراز بلادهم ألقاب كأس العالم.
أما الرئيس الأميركي للنادي الايطالي جايمس بالوتا فلم يتردد في القفز داخل حوض نافورة بياتزا دل بوبولو الشهيرة بكامل ملابسه. وعلى رغم ان القفز في الحوض ممنوع، الا ان الشرطة غضت الطرف عن ذلك، في خضم الاحتفالات التي عمت مختلف مناطق العاصمة.
ولم يكن معظم مشجعي النادي الذين احتفلوا أمام مقر التدريب التابع له في تريغوريا على بعد حوالى 30 كلم من الملعب الأولمبي حيث أقيمت المباراة، قد ولدوا بعد عندما خاض روما المباراة النهائية للمسابقة القارية الام للمرة الوحيدة عام 1984 عندما خسر على ملعبه أمام ليفربول بضربات الترجيح، علما ان النادي الانجليزي قد يكون منافسا محتملا لروما في الدور نصف النهائي، بحسب نتيجة سحب القرعة المقرر بعد غد الجمعة.
الا ان "هستيريا" بلوغ روما الدور نصف النهائي، وتحقيق "معجزة" إقصاء برشلونة ونجمه الارجنتيني ليونيل ميسي على رغم تقدمهما الكبير ذهابا، كانت غير مسبوقة في الملعب الأولمبي.
فمن قيام صحافيين من مشجعي روما بتحطيم بعض المقاعد في المنصة المخصصة لهم من فرط الفرح والحماسة، الى دموع مسجل الهدف الثالث الحاسم اليوناني كونستانتينوس مانولاس وهو جالس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في نهاية المباراة وسط هتافات "غراتسي ("شكرا") روما"، كان الصخب والجنون علامة الأمسية التاريخية في العاصمة الايطالية.
ويبدو ان "الجنون" بدأ من على أرض الملعب حتى قبل انطلاق المباراة، اذ اعتمد مدرب روما أوزيبيو دي فرانشيسكو خطة لعب غير معتادة لفريقه قائمة على أسلوب 3-4-3، تمكن عبرها من شل هجوم برشلونة.
وردا على سؤال عن هذا الأسلوب، قال دي فرانشيسكو "أنا مجنون"، مشددا على انه يتعين على فريقه عدم الاكتفاء بما تحقق، وهو ما يعيد التذكير به دائما، حتى بعد الفوز 3-صفر على تشلسي بطل انجلترا في الدور الأول.
ومنحت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" لاعبي الفريق علامة كاملة (10/10)، وعنونت في صفحتها الأولى انهم "من كوكب آخر". أما أبرز العناوين الأخرى فكانت من قبيل "مجانين روما"، "هذيان روما"...
ليلة من الجنون في روما بعد إقصاء برشلونة
عاشت العاصمة الإيطالية روما ليلة مجنونة بعد الانجاز التاريخي لفريقها الذي قلب تخلفه ذهابا أمام برشلونة الإسباني بنتيجة 1-4، إلى فوز على ملعبه 3-صفر، ليتأهل بفارق الأهداف المسجلة خارج الميدان، الى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، للمرة الأولى منذ 34 عاما.
