الديربي "المسرحية" والقراءة الخاطئة لغاريدو

قدم فريق الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم، خدمة كبيرة لاتحاد طنجة، متصدر البطولة الاحترافية، بعدما فرض التعادل على غريمه الرجاء، السبت، ضمن منافسات الجولة 25 من البطولة الاحترافية، على أرضية ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء.

الديربي "المسرحية" والقراءة الخاطئة لغاريدو

 

الوداد الذي كان قريبا من حسم النقاط الثلاث، بعد أن ظل فائزا بهدف أمين العطوشي، منذ الدقيقة 36، قبل أن يعدل بدر بانون الكفة في الدقيقة 88، أوقف تقدم الرجاء وجعله يبتعد عن تحقيق حلم لقب البطولة الاحترافية.

الديربي "المسرحية"

الديربي 124 لم يسلم بدوره من وصف بعض الجماهير البيضاوية كونه مجرد مسرحية بعد نهايته بالتعادل (1-1).

على أرضية الملعب لا شيء كان يوحي بوجود أي اتفاق مسبق حول النتيجة، الأداء كان طبيعيا بل حتى مستوى اللاعبين لم يختلف عما يقدمونه عادة في باقي المباريات، وهو الأمر الذي أكده، صلاح السعيدي، لاعب الوداد، الذي قال إن كل ما تتداوله بعد الجماهير عقب كل تعادل في الديربي مجرد تخمينات لا أساس لها من الصحة.

السعيدي الذي قبل على مضض الحديث لبعض الصحافيين ومن بينهم "لومتان سبورت" أبدى تأسفه لضياع الفوز في الدقائق الأخيرة، مشددا على أن المواجهة لم تكن سهلة على الفريقين معا.

من جهته، استغرب إسماعيل بلمعلم، مدافع الرجاء، الحديث عن وجود "كومبين" بين الفريقين، مؤكدا أن قوة المواجهة غيبت حتى المهاجمين، وفرض على الفريقين البحث عن الحلول عبر الكرات الثابتة.

 

غاريدو والقراءة الخاطئة

 

 أجمع أغلب النقاد على أن المدرب الإسباني خوان غاريدو، لم يكن موفقا في اختياراته، ولم يقرأ منافسه الودادي بشكل جيد.

وحسب أسامة بنعبدالله، ناقد وصحافي رياضي، فإن مدرب الرجاء أخطأ عندما اعتمد الثلاثي مابيدي وشاكر وعوبادي في خط الوسط، والاحتفاظ بحدراف وخضروف بدكة البدلاء.

وقال بنعبدالله إن غاريدو راهن على أن يكرر التونسي فوزي البنزرتي الطريقة ذاتها التي اعتمدها أمام أولمبيك خريبكة الأسبوع الماضي، واعتماد الهجمات المرتدة "لكن البنزرتي كان ذكيا وفرض أسلوب لعبه على الرجاء وأضاع مجموعة من الفرص التي كادت تمنحه نقاط الفوز لو تم استغلالها"، كما أنني استغربت للدور الذي لعبه عوبادي في وسط الميدان، هو لاعب مهم تكتيكيا إلا أنه في الديربي وسيما في الشوط الأول ظل تائها بسبب المدرب.

 

البنزرتي يتفوق تكتيكيا

 

رغم أن بعض الجماهير الودادية انتقدت المدرب التونسي فوزي البنزرتي بعد نهاية المباراة بسبب تغييراته، وتخليه عن أوناجم والحداد دفعة واحدة، إلا النقاد والمتابعين اعتبروا أن المدرب الودادي تفوق تكتيكيا على منافسه الإسباني غاريدو.

البنزرتي استطاع بخبرته مفاجأة غاريدو باعتماده على طريقة (4-3-2-1) التي منحت لاعبيه حرية تامة، سيما في الشوط الأول، وجعلتهم يسيطرون على المباراة في أغلب أطوارها، كما أن وجود الأرجنتيني كوينتانا كرأس حربة جمد دور ثنائي الرجاء بانون وبلمعلم في بدء العمليات الهجومية، لذلك لم نر بناء هجمات حقيقية للرجاء طيلة الشوط الثاني.

البنزرتي الذي لم يكن راضيا عن النتيجة والطريقة التي أدرك بها الرجاء التعادل نجح بنسبة كبيرة في تأكيد خبرته وقراءته الجيدة للمباريات.

 

الكرات الثابتة تحسم الأمر

من جديد كانت الكرات الثابتة حاسمة في نتيجة مباراة الديربي 124. رغم أن المباراة شهدت محاولات كثيرة خصوصا من الجانب الودادي إلا أن الأهداف جاءت بعد تنفيذ كرات ثابتة، حسب إسماعيل بلمعلم.

لاعب الرجاء الذي لم يكن موفقا خلال 45 دقيقة التي لعبها وتم استبداله، اعتبر أن التوفيق والتركيز غابا عن مهاجمي الفريقين معا، مضيفا لـ"لومتان سبورت"، "استغرب من يتحدث عن وجود اتفاق للخروج بالتعادل، المباراة شهدت محاولات كثيرة، لكن كما قلت لم يكن هناك تركيز كاف، وحتى الأهداف جاءت من ضربات ثابتة.

 

حضر الدفاع وغاب الهجوم

 

لم يوفق مهاجمو الرجاء والوداد في إحراز الأهداف خلال المباراة، والتعادل الذي خرج به الفريقان كان بقدم مدافعين اللذين نابنا عن المهاجمين بفضل قامتهما وحسن تمركزهما، ويتعلق الأمر بأمين العطوشي، وبدر بانون، اللذين سبق أن سجلا في مباراة الديربي.

بالنسبة للمتابعين فغياب الحس التكتيكي لدى أغلب اللاعبين المغاربة كان سببا مباشرا في انتهاء المباراة بالتعادل، مع إضاعة سيل من المحاولات، سيما من جانب الوداد الذي كان الأخطر والأكثر وصولا للمرمى لكن غياب الحس التهديفي لدى الأرجنتيني كنتانا أضاع عليه الأهداف.

 

"البيتزا" في مستودع الرجاء

على غير العادة تأخر لاعبو الرجاء والوداد كثيرا في مغادرة مستودع الملابس عقب نهاية المباراة. في الجانب الودادي كان الشعور السائد حسب ما عاينته "لومتان سبورت" هو الإحساس بـ"الخيبة" بعد أن أضاع اللاعبون فوزا في المتناول، وهو ما أكده البنزرتي خلال الندوة الصحفية، حيث بدى غاضبا من النتيجة.

وفي مستودع ملابس الرجاء كان الارتياح سائدا واللاعبون راضون بالنقطة الوحيدة رغم أنها لا تكفيهم للبقاء في مضمار المنافسة حول اللقب. لاعبو الرجاء ظلوا لفترة في مستودع الملابس يتناولون "البيتزا" إذ يبدو أن المدرب الاسباني غاريدو لم يسمح لهم بتناول وجبة الغداء بشكل مريح.