عبد الرزاق شليح: وجب إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية

يرى عبد الرزاق الشليح، المدرب السابق للمنتخبات الوطنية السنية، أن السبب الرئيسي في تدني مستوى كرة القدم الوطني في المنتخبات السنية، راجع لطريقة التكوين المتبعة، والتي لا تماشى مع طريقة اللعب التي تعتمدها المنتخبات الإفريقية خصوصا منها منتخبات دول جنوب الصحراء.

عبد الرزاق شليح: وجب إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية

وأشار المدير التقني لعدد من الفرق الوطنية، أنه من الضروري إعادة النظر في هيكلة الإدارة التقنية الوطنية، وقال " يجب أولا أن نفرق بين تكوين المدربين، وتكوين الفئات الصغرى"، وتابع " المنتخبات الصغرى الآن تشتكي من وضعية لا تحسد عليه بسبب أسلوب وطريقة التكوين، فيما منتخبات الكبار تسير في الطريق الصحيح، وهو ما يدفعنا دائما لطرح سؤال لماذا؟

وشدد الشليح، أن الكرة المغربية تمتلك هوية خاصة بها، وجب العناية بها وتطويرها، وعدم الاكتفاء بنقل تجارب دول أوربية، قد لا تلائم خصائص اللاعب المغربي، من خلال العناية بالمواهب المغربية، وصقلها والعناية بها وتمكينها من اكتساب خصائص تساعدها على مقارعة اللاعبين الأفرقة.

وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته "لومتان سبورت" مع الإطار الوطني عبد الرزاق شليح: 

سبب تدني النتائج 

أعتقد أن تدني نتائج المنتخبات الصغرى، ناتج بالخصوص عن تطور مستوى الكرة الإفريقية، سيما في مجال الفئات السنية، واهتمامهم بمجال التكوين، وهناك كذلك عامل الغش في الاعمار، الذي لا يجب أن نغفل عنه، ويجب كذلك أن نستحضر منهجية التكوين، وهذه أبرز الأسباب التي تجعل المنتخبات الإفريقية تتفوق علينا في الفئات العمرية.

فعندما يصل اللاعب المغربي إلى سن 21 سنة، يكون حينها مساويا للاعب الإفريقي، فيما يخص اكتمال الجسم، والنضج الفكري، ومن حيث طريقة التعامل مع الوضعية، وهذا ما يجعل المنتخب الأول لا يعاني من أي مشكل في هذه الناحية، فيما المنتخبات الصغرى على العكس من ذلك.

معايير الاختيار 

طريقة التكوين يجب أن تعتمد على أساليب معينة، وأهمها عناصر الاختيار، التي يتوجب توفرها في اللاعب، حيث يتوجب مراعاة عدد من المعايير مبنية على عدد من الخصائص، حسب مركز اللاعب، وأهما البنية الجسمانية، لأنه لو أردنا التفوق على الأفارقة، في الفئات السنية، وجب أن نكون متساوين معهم، أو قريبين منهم من حيث البنية والقوة الجسمانية، لدى وجب اختيار لاعبين بقامات طويلة، ولاعبين ببنية جسمانية قوية، وعناصر مميزة من حيث السرعة، فضلا عن لاعبين من أصحاب المهارات الفنية، وسرعة البديهة، وهذه الخصلة الأخيرة يمتلكها عدد كبير من اللاعبين المغاربة، أو ما يمكن أن نطلق عليه النبوغ الكروي المغربي، وفي هذا المجال يمكن أن نقول إننا نتفوق على الأفارقة.

عناصر تفوق اللاعب المغربي

أقول دائما إننا حينما كنا نتفوق على المنتخبات الإفريقية، كان بسبب سرعة بديهة اللاعبين المغاربة، على غرار خالد الأبيض، صلاح الدين بصير، وفخر الدين رجحي، والتازي، وخالد رغيب، وهناك ميزة أخرى يتميز بها اللاعب المغرب، وهي إتقان المراوغة كما كان عليه الحال مع أحمد البهجة، وهشام أبو شروان، وعبد السلام الغريسي، وهذه هي نوعية اللاعبين الذين كنا نتفوق بهم على الأفارقة، نحن كمغاربة نمتلك هوية كروية خاصة بنا، ونستطيع من خلالها التفوق على المنتخبات الإفريقية، فيما العمل على استنساخ أساليب تكوين من مدارس أوربية أثبت عدم فعاليته للتغلب على المنتخبات الإفريقية.

الاستفادة من التجارب السابقة 

يمكن كذلك أن نتحدث عن طريقة التكوين، حيث يتبين أنه إذا أردنا أن نتفوق على الأفارقة، وجب علينا أن نعود إلى التجربة السابقة التي طبقناه في الفترة ما بين سنتي 1994 و1997، وهي التي أصبحت معتمدة لدى عدد من المنتخبات الإفريقية في تكوين الفئات السنية، خسارة المنتخبات في الفارة العالية يعود بالأساس إلى طريقة التكوين الحالية، فخلال التجربة السابقة والتي منحتنا الفوز بكأس أمم إفريقيا للشبان، سنة 97 التي عملت فيها مع رشيد الطاوسي، حيث تكلفت حينها بمنتخب الفتيان، وأشرف الطاوسي، على منتخب الشبان وكل منتخب كان مكونا من 30 لاعبا، دخلوا في تجمع امتد ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات، في المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، وكان برنامج التدريبات يتضمن حصتين في اليوم، حيث كان التطور الجسماني لهؤلاء اللاعبين سريعا بفعل الأكل الصحي، والتدريبات اليومية، فضلا عن متابعة دراستهم، وبفضل هذه التجربة نجحنا في الفوز بكأس أمم إفريقيا لفئة الشبان.

الاحتكاك بالكرة الإفريقية 

هناك عامل مهم يجب ألا نغفل عنه، وهو اللعب مع المنتخبات الإفريقية، يجب التعود على اللعب مع هذه المنتخبات، حيث يجب على الأقل خوض 20 مباراة في السنة مع منتخبات إفريقية، بالنسبة لجميع الفئات، ووجب أن يكون على رأس المنتخبات السنية، مدرب متخصص، أو بلغة أصح أن يكون مدرب مكون، إذ لا يجب أن نأتي بمدرب خبر العمل مع الفرق، ليعمل مدربا للمنتخبات السنية، لأنه هذه الفئات تحتاج لنوعية خاصة من المدربين، تكون لها الكفاءة في التعامل مع لاعبين صغار السنة، لأن مدرب منتخب في الفئات السنية وجب أن تتوفر فيها عدد من القدرات والكفاءات الخاصة، من حيث أسلوب العمل، وأسلوب التواص، مع الناشئين، وأسلوب توصيل المعلومة، لأن إيصال المعلومة للاعب في هذا السنة، وجب أن يكون بطرق علمية محضة، تراعي سن اللاعب وطريقة تفكيره.

إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية 

كما أنه يتوجب إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية، وتقسيمها إلى أقطاب قائمة بذاتها، وأن يكون على رأس كل قطب مسؤول بصلاحيات واسعة، على أن تنتمي جميعها للإدارة التقنية الوطنية، لإن طريقة العمل حاليا تبقى غير منطقية، لأنه ليس من المعقول أن يكون المدير التقني الوطني، مسؤولا على المنتخبات الوطنية، ومسؤولا على قطب تكوين المدبين والأطر، وكذلك مسؤولا على توكين اللاعبين، ومسؤولا على مراكز التكوين الجهوي، هذا كثير على الرجل، وسيشتت تفكيره وعمله، لذا أرى أنه وجب إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية، من خلال تقسيم العمل على عدد من الأقطاب، ولكل قطب مسؤول مباشر، على أن يعمل الجميع تحت إمرة الإدارة التقنية الوطنية، تحت إشراف ناصر لارغيت، حتى يكون العمل متكاملا ومنسقا.