6 مفاتيح لقراءة حصيلة البطولة

قال إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني لمباريات كرة القدم، لـ"لومتان سبورت"، إن كل قراءة لأرقام ولإحصائيات ونسب الموسم الرياضي، الذي ودعناه الاثنين الماضي بمباراة ختامية بين الكوكب المراكشي ونهضة بركان، لابد من مقارنتها بأرقام الموسم الرياضي الماضي (2016/ 2017)، حتى يصبح لها معنى واضح تبنى عليه قراء صحيحة ومنطقية.

6 مفاتيح لقراءة حصيلة البطولة

1

"جبن تكتيكي"

لم تختلف نسبة الأهداف المسجلة الموسم الرياضي، الذي انتهى بتتويج اتحاد طنجة بطلا، عن نظيرتها في الموسم الرياضي الماضي، بعدما تمكن اللاعبون من تسجيل 546 هدفا، بزيادة طفيفة عن الموسم الرياضي الماضي، الذي عرف 535 هدفا، فيما سجلت نسبة الانتصارات تراجعا بمعدل 3 في المائة، (46 في المائة بالنسبة للموسم الحالي و49 في المائة للموسم الماضي)، فيما زادت نسبة التعادلات التي سجلت نسبة 31 في المائة مقارنة بنسبة 28 في المائة الموسم الماضي، وهو "ما يدل على أن جل الأندية الوطنية لعبت بنظام دفاعي أكثر صرامة الموسم الرياضي المنتهي" يقول إدريس عبيس، معتبرا أن مثل هذه الأرقام تدل على تخوف أكثر لدى المدربين من تلقي الهزيمة عوض البحث عن الفوز.

 

 

2

الحسم داخل الميدان

في ما يخص الهزائم فلم تختلف عن الموسم الماضي (23 في المائة)، أما نسبة الأهداف، التي شهدتها في كل مباراة على حدة، فسجلت زيادة قليلة جدا بنسبة 0.05 في المائة (2.28 في المائة للموسم الحالي و2.23 في المائة)، وهي زيادة لا يمكن اعتبارها، كما شهد الموسم الجاري تسجيل نسبة أكثر من 3 أهداف ونصف بمعدل 19 في المائة وهو المعدل ذاته المسجل الموسم الماضي، وفي ما يخص تسجيل الأندية المستقبلة لأهداف داخل ملاعبها فشهد الموسم الجاري تسجيل معدل 1.31 فيما شهد الموسم الماضي معدل 1.34، إذ تلقت الفرق الموسم الحالي نسبة أهداف بلغت نسبة 6.97 في المائة داخل ميدانها مقارنة بنسبة 6.89 الموسم الماضي، وهو ما استنتج منه الإطار الوطني عبيس أن الأندية كانت تحسم في المباريات بشكل أكبر الموسم الماضي عن الموسم الحالي، وكان مستواها أفضل أمام جمهورها من الموسم الحالي، معتبرا أن هذا الفرق لا يمكن الاعتداد به بالنظر لضعفه وهو ما يعني أن لقب البطولة ومركز الوصافة والمراكز القريبة منها تم حسمها داخل الميدان من خلال استغلال عاملي الأرض والجمهور.

 

3

انتفاضة ودادية

 حقق نادي اتحاد طنجة 14 فوزا، 9 منها داخل الميدان، و4 خارجه، فيما تعادل في 4 مباريات في الملعب الكبير وفي 6 خارجه، فيما انهزم فارس البوغاز مرتين في ملعبه وأربع مرات خلال تنقله، كما أن نسبة تهديف الفريق لم يتجاوز 1.73 في كل مباراة، وانخفضت هذه النسبة بشكل كبير في الجولات الأخيرة إلى أن نزلت إلى عتبة 1.32 هدف فقط، إذ اعتبر عبيس أن مقارنة هذه النسب بحصيلة الوداد الرياضي يظهر تقاربا كبيرا جدا بينهما، غير أن طنجة حسمت اللقب بفضل تعادلاته، التي كانت أكثر من تعادلات الوداد، الذي سجل بدوره 14 لكن هزيمة واحدة كانت كفيلة بإمالة كفة طنجة، وهو ما تظهره نسبة النقاط المتحصل عليها في كل مباراة، 1.70 بالنسبة للوداد و1.73 لاتحاد طنجة، وهو فرق ضئيل جدا، إذ لو امتدت البطولة لجولات إضافية أخرى لتمكن الوداد من اللحاق وربما تجاوز طنجة، بالنظر إلى انخفاض هذه النسبة لدى طنجة في الدورات الأخيرة من البطولة إلى 1.38 نقطة عن كل مباراة فيما بلغت سقف 2.25 لدى الوداد.

وقال عبيس إن الجولات الثمانية الأخيرة شهدت تغيرا مفاجئا في نسبة النقاط عن كل مباراة لدى الوداد الذي صعد إلى 2.25 والفتح بلغ 2.35 في حسن ظل الحسنية في نسبة 1.70، وهو ما جعل اللقب منحصرا بين هؤلاء الثلاثة طنجة والوداد ثم الفتح.

 

 

4

النظام التكتيكي

بالنظر إلى هذه التغيرات في منحنيات النسب السابقة، تساءل إدريس عبيس عن مدى فعالية النظام التكتيكي، التي تعتمده الأندية لمؤهلات اللاعبين، وقدرتهم البدنية والذهنية على مواكبة خوض 3 مباريات أسبوعيا، بالنظر إلى المشاركات الخارجية لبعض الفرق وطول المسافات التي تقطعها الأندية، لأن الإيقاع المتذبذب يدل على وجود خلل ما وجب الوقوف عليه، وزاد "اللاعب المغربي لم يصل بعد إلى المستوى الذهني والبدني لتحمل الضغط، الذي تفرضه ظروف تقارب المباريات والسفر".

ودعا عبيس الإدارة التقنية الوطنية إلى فتح نقاش عام، حول تأهيل المدربين على جميع المستويات والفئات السنية حتى يكونوا قادرين على تحمل هذه الضغوطات، التي يفرضها التحول من منافسات قارية إلى منافسة محلية ثم العودة من جديد لمنافسة خارجية، وما يحمله ذلك من تحمل نفسي وقوة في التركيز بالتوازي مع حجم المباريات وقيمتها وأهميتها.

 

5

غياب تدبير علمي

وأبرز عبيس أن التغييرات الكثيرة، التي شهدتها الأندية المغربية على مستوى المدربين (الجيش الملكي، نهضة بركان، المغرب التطواني، أولمبيك خريبكة، شباب الريف الحسيمي، الكوكب المراكشي، شباب خنيفرة، الراسينغ البيضاوي، والوداد الرياضي، واتحاد طنجة)، وهو ما يظهر أن المكاتب المسيرة بدورها لا تتحمل ضغط النتائج وتلقيه على كاهل المدرب ومنه للاعبين، مستنتجا أن هذه الأندية أو أغلبها، لم تقم في فترة التحضير بشكل قبلي للموسم بدراسة علمية استباقية للاستحقاقات التي تنتظرها في ما يخص المباريات المحلية في الكأس والبطولة والمنافسات القارية، من حيث عدد اللاعبين وجودتهم وقدرتهم على المواكبة، داعيا الإدارة التقنية الوطنية إلى عقد لقاء موسع مع المكاتب المسيرة، ووضعها أمام الصورة حتى تتمكن من تدبير كل مراحل الموسم بشكل علمي بعيدا عن الارتجال والعشوائية.

 

6

"بنك معلوماتي"

ورفض عبيس تسمية الجعواني الذي خلف الطاوسي في بركان والمرابط الذي قاد اتحاد طنجة بعد الزاكي، وأيضا بنحساين في المغرب التطواني بـ"مدربين مساعدين"، مشددا على أن المغرب لا يتوفر على تكوين خاص يسلم على إثره دبلوم "مدرب مساعد" عكس أوروبا، مشددا على أن الجميع مدربين، غير أنهم اشتغلوا في منصب يسمى مساعدا لا غير، فالتكوين ذاته يتلقاه الجميع، مدربين ومساعدين، وأنها مجرد تسميات لإظهار الفرق بين المناصب لا غير.

وقال عبيس إن المغرب، سيما على مستوى إدارته التقنية الوطنية، لا يتوفر على مختبر يوفر معطيات كافية  أو بنك معلوماتي خاص باللاعبين (عدد المباريات التي خاضها كل لاعب، عدد الدقائق الإصابات ونوعيتها، وغيرها من المعلومات)، تستفيد منه الأندية قبل تعاقداتها، مشيرا إلى أن معظم اللاعبين في بعض الفرق التي لم تتعود المشاركة في المنافسات الخارجية، تم القفز بلاعبيها من 30 مباراة في الموسم إلى 42 و52 ثم 64 حسب تقدم النادي في المباريات الافريقية، وهو ما يفسر الإصابات الكثيرة التي لحقت العديد من اللاعبين غير المؤهلين بدنيا لتحمل توالي وكثرة المواجهات وتقاربها، وهو مشكل يصعد مع اللاعبين منذ تكوينه في مرحلة الناشئين، الذي لا يستفيد خلالها من مباريات وعدد ساعات كافية، لأن مراكز التكوين يجب أن تنتبه إلى أنها بصدد تهييء لاعب محترف (ذهنيا وبدنيا وتكتيكيا) للمستقبل، تنتظره مباريات البطولة ومباريات الكأس ومباريات إفريقية فضلا عن المباريات الودية.