رونار يضع لاعبيه تحت مجهر الـ "جي بي إس"

اعتمد الفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، على تقنية "جي بي إس" خلال المباريات الودية التي خاضها في سويسرا استعدادا لدخول غمار الدور الأول من نهائيات كأس العالم بروسيا الأسبوع المقبل، حيث سيصطدم بمنتخبات إيران والبرتغال وإسبانيا.

رونار يضع لاعبيه تحت مجهر الـ "جي بي إس"

وحسب مصدر جيد الاطلاع، فإن الطاقم التقني للمنتخب الوطني، جهز أقمصة جميع لاعبي المنتخب المغربي، بتقنية "جي بي إس" في الثلاثة مباريات الإعدادية التي خاضها امام كل من أوكرانيا وسلوفاكيا بجنيف السويسرية، وامام إستونيا بالعاصمة تالين، مضيفا أن هذه التقنية تمكن هيرفي رونار بالتوصل بمعطيات دقيقة حول قدرات كل لاعب خلال هذه المباراة، مرجحا أن يكون حسم لائحته النهائية باستبعاد بدر بانون وتعويضه بيوسف النصيري بالاعتماد على نتائج قراءة المعطيات والأرقام والاحصائيات التي أفرزتها تقنية "جي بي إس" التي زود بها جميع عناصره سواء خلال الحصص الإعدادية او في المباريات الودية.

وقال الدكتور نبيل البكراوي، المتخصص في "الفيزيولوجيا" بجامعة مونتريال بكندا، إن تقنية "جي بي إس" تفيد بشكل كبير الأطقم التقنية والطبية لأي منتخب او فريق لكرة القدم، بالخصوص المعد البدني، موضحا في اتصال هاتفي مع "لوماتان سبور" أن هذه التقنية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وأصبحت تزود الأطقم التقنية بتفاصيل دقيقة عن عطاء اللاعب البدني في المباراة حيث يمكن معرفة المسافة، التي قطعها اللاعب سواء بالجري والركض بسرعة، أو بالمشي، أو القفز، مع معرفة المساحة الشاملة، التي غطاها اللاعب طيلة المباراة.

وأوضح البكراوي، أن التطور الأخير الذي شهدته هذه التقنية أصبحت تزود بمعطيات حول "الشحنة البدنية" لكل لاعب عبر تتبع ضربات القلب طيلة المباراة لكل لاعب على حدة، وتنقل الجسم وحركاته، مضيفا أن معظم الأندية التي تشتغل بهذا النظام تعتمد على برنامج معلوماتي يعطي تحليلا للمعطيات، مشيرا إلى ان الفرق او المنتخبات التي تتوفر على متخصص في "جي بي إس" يمكنه وضع قراء واستخراج نتائج بنفسه حسب حاجة الطاقم التقني، وهو ما يفيد أكثر من الاعتماد على البرنامج المعلوماتي.

وأوضح المتحدث نفسه، أن هذه التقنية تقرا أيضا التوازن بين القدمين اليمنى واليسرى وتكشف وجود إصابة لدى اللاعب، ومقارنة دقات قالبه مقارنة مع زملاءه بالفريق، وكيفية تغطيته للمساحة، عبر التدقيق على المرات التي غير فيها مساره وركض وقفز أو اكتفى فقط بالمشي، مشددا على أن "جي بي إس" تظهر بشكل واضح الجاهزية البدنية لكل لاعب، وهو ما يساهم في قرارات المدرب بشأنه لائحته ولاعبيه الذين سيعتمد عليهم، حسب المؤشرات التي توصل بها، كما انها تعطي للمدرب فكرة عن توزيع جهود لاعبيه في دقائق المباريات وقدرتهم على القيام بضغط عالي على الخصم مع تحديد مدته لتجنب إرهاقهم في الثلث ساعة الأخيرة من المباراة واربع ساعة الأخيرة من الجولة الأولى، لأنها الفترة التي يفقد فيها جسم الاعب نسبة السكري، حتى يضمن استمرار متوازن للقدرة البدنية للاعبين طيلة المواجهة.