ومنذ انطلاق المباراة، ضغط المنتخب المكسيكي بقوة وشكل خطورة كبيرة على الدفاع البرازيلي، لكنه أدى بعد ذلك ثمن الجهد الكبير الذي بذله وسمح للبرازيليين بتطوير أسلوب لعبهم واللعب بأريحية خلال أطوار المباراة.
وتمكن رفقاء رفاييل ماركيز من إيجاد المساحات في الخط الأخير للمنتخب البرازيلي وجعلوا الدفاع البرازيلي يعاني الأمرين. وردت البرازيل بعد مرور 20 دقيقة بخلق بعض الفرص الخطيرة في مواجهة متوازنة، على اعتبار أن المكسيكيين بدؤوا المباراة بشكل جيد ، فيما تحكم المنتخب البرازيلي في إيقاع المباراة في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول.
وكان التحدي كبيرا للأمريكيين اللاتينيين على اعتبار أنهم يسعون إلى تدارك مسألة عدم القدرة على تجاوز دور الستة عشر خلال ست نسخ من نهائيات كأس العالم، حيث حاولوا مباغتة البرازيليين الذين اضطروا للعب على الهجمات المرتدة. لكنهم في النهاية أدوا ثمن الإجهاد الذي أصابهم نتيجة الجهد الكبير الذي بذلوه طيلة أطوار المباراة، حيث لم يستطيعوا مقاومة السرعة الكبيرة التي يتميز بها كل من ويليان ونيمار في خط الهجوم البرازيلي.
وظلت النتيجة على حالها. لكن الأمور تغيرت عند بداية الشوط الثاني حيث استطاع بطل العالم في خمس مناسبات من خلال تمريرة لنيمار في اتجاه خيسوس ،الذي مررها بدوره لويليان الذي كان وحيدا في الجهة اليمنى، قبل أن تصل الكرة إلى كوتينهو الذي سددها قوية محكمة في الدقيقة (46) من زمن المباراة، تصدى لها الحارس المكسيكي أوشوا ببراعة.
ومنذ ذلك الحين، رفع البرازيليون من إيقاع المباراة وخلقوا العديد من الفرص السانحة للتسجيل ،التي شكلت خطرا على المرمى المكسيكي. وفي الدقيقة ال 51 من المباراة، توغل ويليان في مربع العمليات وراوغ لاعبين مكسيكيين قبل أن يمرر الكرة على طابق من ذهب للاعب نيمار ،الذي اسكنها في شباك الحارس المكسيكي معلنا تقدم السيليساو في المباراة.
ومهدت البرازيل الطريق للتأهل للدور ربع النهائي واعتمدت كثيرا على دفاعها ،الذي تميز بالرزانة والهدوء، للتحكم في زمام المباراة بالرغم من الهجمات المرتدة الخطيرة للمنتخب المكسيكي ،الذي اندفع لاعبوه للهجوم للعودة في نتيجة المباراة لكنهم افتقدوا للمسة الأخيرة والدقة التقنية اللازمة لإنهاء الهجمات بالشكل المناسب.
وكانت مجريات المباراة تشير أكثر إلى اقتراب المنتخب البرازيلي من مضاعفة النتيجة، وليس إلى قرب تعديل المكسيكيين للنتيجة، وكانت نهاية المباراة قاسية بالنسبة للمكسيكيين الذي دافعوا عن حظوظهم بكل قوة واستماتة أمام المنتخب البرازيلي.
وانسل نيمار، الذي استعاد مستواه المعهود، من وسط الملعب وتوغل في مربع عمليات المنتخب المكسيكي ليمرر كرة على طابق من ذهب لنجم ليفربول الإنجليزي فيرمينو ،الذي وضعها في الشباك في الدقيقة ال 88 من زمن المباراة ، معلنا تقدم البرازيل بهدفين لصفر، لتتأهل رسميا للدور ربع النهائي للمونديال الذي ستواجه فيه الفائز من المباراة التي ستجمع في وقت لاحق من اليوم الإثنين بين منتخبي بلجيكا واليابان.