ولم يتميز الشوط الأول من اللقاء بأشياء كثيرة تذكر، وكان اللعب مغلقا في وسط الملعب في غياب أي إبداع على مستوى الهجوم في الربع ساعة الأولى من اللقاء، واستحوذ المنتخب الإنجليزي على اللعب أكثر من "الكافيتيروس"، الذين كانوا محرومين من خدمات صانع الألعاب خاميس رودريغيز الذي غاب عن اللقاء بداعي الإصابة، واعتمدوا أسلوب الهجمات المرتدة التي لم تشكل أي خطر يذكر على الدفاع الإنجليزي.
وأجرى خوسي بيكريمان تغييرين على التشكيلة الأساسية لفريقه التي خاضت المباراة الماضية، بإدخال ولمار باريوس وجيفيرسون ليرمان أساسيين إلى جانب كارلوس سانشيز لتعزيز قوة الوسط الدفاعي للفريق والحد من الاستحواذ الانجليزي على الكرة، وهو ما ساهم في الحد بشكل كبير من الفرص السانحة للتسجيل.
وأتيحت أبرز فرصة لإنجلترا، التي تضم في صفوفها العديد من الشباب وتعتبر أفضل هجوم في المونديال وتضم في صفوفها أفضل هداف حتى الآن هاري كين (5 أهداف)، للاعب كين الذي وصلته كرة عرضية في مربع العمليات في الدقيقة ال16 سددها برأسه ومرت فوق مرمى الحارس الكولومبي أوسبينا.
واعتمد منتخب الأسود الثلاثة أسلوب الكرات العرضية، واستحوذ على الكرة في وسط الملعب ،وهدد في عدة مناسبات مرمى الحارس أوسبينا، لكن الدفاع الكولومبي كان صلبا ومتماسكا، واستغل سرعة اللاعبين أرياس وكوادرادو للقيام بهجمات مرتدة سريعة.
وشكلت الضربات الثابثة الإنجليزية خطرا على المرمى الكولومبي ،الذي ارتكب عدة أخطاء، وحصل اللاعب وليام باريوس على أول بطاقة صفراء في المباراة في الدقيقة 40. وعند بداية الجولة الثانية ازدادت حدة التوتر والقلق لدى اللاعبين الكولومبيين.
وعلى إثر ضربة ركنية، ارتكب سانشيز خطأ على المهاجم هاري كين في مربع العمليات، أعلن الحكم على إثره عن ضربة جزاء لمنتخب الأسود الثلاثة، انبرى لها اللاعب نفسه بنجاح ،مسجلا بذلك هدف التقدم لفريقة والسادس له منذ انطلاق المونديال.
وحاول الكولومبيون القيام بردة الفعل والعودة في نتيجة المباراة ومهاجمة مرمى الحارس الانجليزي، وتوغل اللاعب كارلوس باكا وراوغ العديد من اللاعبين في وسط الميدان ومرر كرة على طابق من ذهب للاعب كوادرادو ،الذي خانه التركيز وفشل في تحويلها إلى هدف محقق.
وبهدف تفادي مشاهدة بقية أطوار المونديال عبر شاشة التلفاز، لعب بيكيرمان بعد ذلك الكل في الكل، وأبقى ويلمار فقط كمتوسط دفاع بعدما كان يلعب بثلاثة لاعبين في هذا المركز، ولعب بخطة هجومية أملا في العودة في نتيجة المباراة.
وعلى إثر ضربة ركنية محكمة، تمكن لاعب برشلونة الإسباني ياري مينا (23 عاما) الذي سجل هدفين منذ انطلاق البطولة، من الارتقاء أعلى من الكل، ما مكنه من إسكان الكرة ببراعة في الشباك الإنجليزي.
وشكل هذا الهدف ضربة قاسية للإنجليز ،الذين كانوا على وشك حجز بطاقة التأهيل ، لكن الكولومبيين الذين آمنوا بحظوظهم إلى النهاية، تمكنوا من العودة في النتيجة.
وشكل الشوط الإضافي الأول امتدادا لما حصل في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، حيث ضغط الكولومبيون بكثافة وقوة، دون أن يتمكنوا من مباغتة مرمى الحارس بيكفورد، الذي كان اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي خاض جميع اللقاءات الثلاث السابقة في دور المجموعات، على اعتبار ان المدرب غاريث ساوثغيت أجرى العديد من التبديلات على فريقه منذ انطلاق المونديال.
وتغير وجه المباراة مرة أخرى، حيث اتسم أشبال ساوثغيت بالهدوء وكانوا قريبين للغاية من تسجيل الهدف الثالث، بواسطة كل من تسديدة جريمي فاردي لاعب ليستر سيتي الانجليزي التي تصدى لها الحارس أوسبينا ، والتمريرة العرضية لروز التي لم تجد أي لاعب يسكنها في الشباك الكولومبية.
وحاول الإنجليز بكل ما أوتوا من قوة تجنب سيناريو ركلات الجزاء، لكن ذلك كان قدرهم في نهاية المطاف وتغلبوا فيه على الكولومبيين بنتيجة (4-3).
وللتاريخ، فإن إنجلترا التي خسرت في تسع مباريات خلال نهائيات كأس العالم، من ضمنها خمس مقابلات ضد خصوم من أمريكا الجنوبية، وذلك في عام 1954 ضد أوروجواي في مرحلة ربع النهائي، وفي عام 1962 ضد البرازيل في ربع النهائي، وفي عام 1986 ضد الأرجنتين في مرحلة ربع النهائي ، وسنة 1998 ضد الأرجنتين في مرحلة ثمن النهائي ، وسنة 2002 ضد البرازيل في مرحلة ربع النهائي، وضعت بهذا الفوز حدا لهذه السلسلة السوداء، وأيضا للعنة ركلات الجزاء التي كانت السبب في خروجها سابقا من المراحل النهائية لست من أصل سبع بطولات كبرى.