لماذا يصر رونار على تجاهل الزهر؟

يبدو أن الناخب الوطني، هيرفي رونار، مصر على عدم توجيه الدعوة لنبيل الزهر، اللاعب المغربي الأكثر تألقا في الدوريات الأوروبية، مع مطلع الموسم الرياضي الجاري.

لماذا يصر رونار على تجاهل الزهر؟

ومن خلال التصريح الصحفي، الذي أدلى به رونار، مباشرة بعد نهاية المباراة أمام منتخب جزر القمر، والتي قدم خلالها أسود الأطلس أداء محتشما، فوق أرضية ملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء، رفض مدرب الأسود، الرد بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كان سينادي على الزهر لدعم خط الوسط، الذي ظهرت به عيوب بالجملة، واكتفى بتبرير الأداء المتواضع للمجموعة التي اختارها، كما اعترف بأنه شخصيا يتحمل مسؤولية الصورة التي قدمها اللاعبون.

وتزايدت أعداد المنتقدين لاختيارات هيرفي رونار، بعد الأداء الباهت الذي قدمته بعض الأسماء، في مقدمتها العميد امبارك بوصوفة، الذي كان بعيدا جدا عن المستوى الذي قدمه في أوقات سابقة. علما أن الجميع استغرب كيف اختار رونار بوصوفة للمشاركة في هذه المباراة، وهو الذي يوجد حاليا دون فريق، منذ نهاية ارتباطه بنادي الجزيرة الإماراتي، ما يعني أنه يفتقد التنافسية.

وكان رونار أكد دوما أن المعيار الأول الذي يعتمد عليه لتوجيه الدعوة للاعبي المنتخب الوطني يرتكز على عامل الجاهزية، وهنا نتساءل عن جاهزية بوصوفة، ونبيل درار، ومروان داكوستا، وكريم الأحمدي، بل وحتى نور الدين أمرابط، وجميعهم فقدوا كل شيء، خصوصا بعد أن فضل الأحمدي وامرابط الجانب المادي على الرياضي، واختارا الانتقال للعب في الدوري السعودي، الأول رفقة نادي اتحاد جدة، الذي يحتل المركز الأخير في الدوري، والثاني ضمن صفوف نادي النصر.

أما بالنسبة لدرار، فإنه فقد، منذ فترة طويلة، مكانه ضمن تشكيلة نادي فنرباخشه التركي، وهو اليوم من بين الأسماء التي تبحث إدارة الفريق عن أسهل الطرق للتخلص منها، وربما يجري ذلك خلال الميركاطو الشتوي المقبل. والأمر نفسه ينطبق على مروان داكوسطا.

وبالحديث عن الزهر، لا بد من التأكيد على أنه يقدم منذ فترة طويلة عروضا كبيرة بقميص نادي ليغانيس الإسباني، كما أكد باستمرار جاهزيته لحمل القميص الوطني، مع أن رونار حاول إغلاق هذا الملف إلى الأبد، عندما ذكر أنه غير مستعد لتوجيه الدعوة للاعبين في عقدهم الثالث، بحكم أنه يتوفر على 7 لاعبين بهذا السن.

ويبقى الأهم أن ما قدمه المنتخب الوطني في مباراته أمام نظيره لجزر القمر يستوجب القيام بوقفة حقيقية، ويلزم إعادة النظر في أمور كثيرة، إذا كانت لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نية في التنافس على لقب كأس أمم إفريقيا 2019، على حد تعبير الرئيس فوزي لقجع، الذي كان حاضرا بملعب محمد الخامس، وشاهد بأم عينيه رداءة الأداء، وأكيد أنه اقتنع بأن الأمور إذا تواصلت على هذا النحو فعلينا تجاهل حلم التتويج، لأننا لا محالة سنغادر النهائيات (إذا تأهلنا بالطبع)، في وقت مبكر جدا، وبالتالي ستعود حليمة إلى عادتها القديمة.