لهذا السبب ارتفعت الأصوات لتفعيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالرياضة!

دعا المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمتها الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بشراكة مع مجلس مقاطعة المعاريف، حول موضوع "الجمعيات الرياضية والالتزام بالقضايا الوطنية "إلى تفعيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالرياضة، وهي الفصول 31 و26 و33، مشددين على ضرورة أن تكون للرياضة المغربية تمثيلية بالمؤسسات، لأنها حق من أسمى حقوق الإنسان، وأكدوا في الوقت ذاته على أن الرياضة في المغرب ولدت في سياق صدمة الاستعمار، وجاءت في إطار الإصلاح المجتمعي وخلق الوعي الوطني والروح الوطنية لدى المغاربة.

لهذا السبب ارتفعت الأصوات لتفعيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالرياضة!

وأكد المتدخلون على ضرورة إخضاع كل رياضي للتكوين والتكوين المستمر ليصل إلى عالم الاحتراف الحقيقي، مشددين على ضرورة أن يتوفر كل ناد على مركز للتكوين في المجالين الإعلامي والثقافي، مشيرين أيضا إلى أن الرياضة المغربية لا تقف على أحد، ولكنها تحتاج إلى رجالات لهم حس وطني لبناء جيل رياضي جديد.

وقال عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، إن حظ الرياضة المغربية التي ولدت في حضن النضال من أجل الاستقلال والذي تزامن مع أكبر محنة عاشها المغرب في العصر الحديث، كان له أثره الذي لا ينمحي على مسار الأندية الرياضية المؤسسة على أرضية نضالية، دفاعا عن الحرية والتحرر من الاستعمار الفرنسي، ليتحول هذا الفعل النضالي للرياضة المغربية بعد الاستقلال إلى فعل نضالي من أجل تثبيت الدولة المغربية الحديثة والمساهمة في بناء الوطن بعمرانه وإنسانه.

وأضاف المتوكل في معرض كلمته، أن الرياضة المغربية، التي شحنها التصدي للمستعمر وتغذت بحب الوطن، كانت دائما في صدارة الصف الوطني من أجل البلد وخدمته، ومزاوجة بين ما هو رياضي محض، وبين الحضور في المناسبات الكبرى تلبية للنداءات المجتمعية.

من جهته، أشاد عبد الصمد حيكر رئيس مجلس مقاطعة المعاريف باتفاقية الشراكة التي تجمع المجلس بالرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، وقال إن هذه الأخيرة بات لها دور ريادي بطرحها للنقاش مواضيع الساعة، الخاصة بهموم ومشاكل الرياضة المغربية، بهدف تقوية المقاربة التشاركية لتتمخض عنها اقتراحات وتصورات مهمة للنهوض بالرياضة الوطنية، وأضاف "نعتز بعلاقتنا مع الرابطة التي وهي علاقة تتجسد على أرض الواقع في إطار شراكة حقيقية سنة بعد أخرى... الرابطة تتيح لنا فرصة لنتعاطى مع الشأن الرياضي في تقاطعه مع الزاوية الثقافية والإعلامية".

 أما لحسن لعسيبي الكاتب والصحافي، فقال إن الرياضة المغربية لها سياق وطني نضالي، وبالتالي لا يجب عليها أن تفقد صلتها بجذورها، لكي تستمر في أداء دورها التنويري والتوجيهي والتعليمي والثقافي والترفيهي.

وأضاف المتحدث ذاته أن الرياضة جاءت في إطار سيرورة حركة سياسية شبابية لمحاربة المستعمر، مشيرا إلى أنها في المغرب ولدت في سياق صدمة الاستعمار، وجاءت في إطار إصلاح المجتمع المغربي، لخلق فرد مغربي جديد، مؤكدا على أنها عكست الشرائح الاجتماعية في المجتمع، وأن الرياضة في نهاية المطاف ليست مجرد لعبة، وإنما أداة تربوية بيداغوجية.