ولابد أيضا من الإعتراف بأنني لم أندم إطلاقا على هذا الإختيار. بل بالعكس قضيت أربع مواسم ونصف مع الفريق، كنت خلالها سعيدا جدا، كما انني تزوجت في هذه المدينة، وتغير كثيرا مجرى حياتي. مع فريق سيون فزت بكاس سويسرا سنة 1985، وفي موسمي الأول مع الفريق أحرزت لقب أفضل لاعب أجنبي في الدوري السويسري، مع العلم أن اللاعبين العرب كانوا ناذرين جدا وقتها في الدوري السويسري، وقد سبقني المهاجم مصطفى يغشى، قبل أن يلحق بي مصطفى الحداوي الذي لعب لفريق لوزان، وشيشا الذي عزز صفوف إحدى فرق القسم الثاني. وتألق الفريق بصورة ملفتة في كأس الكؤوس الأوروبية سنة 1986، حيث وصلنا ربع النهاية، وانهزمنا بصعوبة أمام فريق لايبزيك الألماني الذي فاز باللقب، وهذا إنجاز كبير لفريق سويسري. وأذكر اننا في تلك السنة أقصينا فريق أتليتكو مدريد، حيث تعادلنا معه /0-0/، في سيونن وفزنا عليه /3-1/، في العاصمة الإسبانية، وهي سابقة من نوعها في تاريخ مشاركات الأندية السويسرية في المنافسات الأوروبية."
بالإضافة إلى تألقه في صفوف سيون، كان بودربالة يلبي دون تردد دعوة المنتخب الوطني المغربي الأول، الذي أصبح يقوده وقتها البرازيلي المهدي فاريا. ويؤكد بهذا الخصوص:"أعتز دائما بالدفاع عن القميص الوطني، لذلك لن نكن جميعنا أبناء ذلك الجيل نتردد في تلبية دعوات المسؤولين، لننا نعتبر ذلك واجبا وطنيا لابد من القيام به، تماما كما سبقنا غلى ذلك مجموعة كبيرة من الأسماء. وبصراحة كنت أحس بسعادة كبيرة عندما ألعب مع أسود الأطلس، لأننا كنا نشكل أسرة حقيقية، وكنا منسجمين كثيرا. كان الحارس بادو الزاكي يمنحنا 50 بالمائة من الثقة بالنفس، لأنه يحرس العرين بأمانة، ويعرف جيدا كيف يسير الفريق".
ويواصلك"في جميع الخرجات، أو المباريات المحلية، كنا نجد الوقت الكافي للمتعة سواء خلال التداريب أو في الوقات الحرة، أو بعد المباريات وخصوصا عندما تكون النتائج ايجابية. كنا نجمع بين الجدية في العطاء، والمرح. كان عبد المجيد الظلمي، واحسينة، والتيمومي، والبياز، يتفننون في صناعة الفرجة، وكانت الإبتسامة لا تفارق أفواهنا. لكن على أرضية الملعب يشمر الجميع على ساعد الجد، وتتوحد قوانا جميعا لتقديم أفضل العروض، وتمتيع الجمهور المغربي الذي كان يكن لنا كل أشكال التقديرن وكنا نبادل الإحترام".
ويبقى بالطبع إنجاز مونديال مكسيكو، هو الأفضل في تاريخ مشاركات بودربالة الدولية، ويقول:"لا يمكن أن أنسى بسهولة ما تحقق في مكسيكو، لأننا بلغنا مرحلة النضج الحقيقي. لكن كما قلت أنا شخصيا بقيت سعيدا على مدى تاريخ مشاركاتي مع المنتخب الوطني".
في الحلقة المقبلة "مغامرة جديدة في الملاعب الفرنسية"