بودربالة بفريق ماترا راسينغ

التحق بودربالة رسميا بفريق ماترا راسينغ الذي اعتبره الكثيرون في تلك الفترة واحدا من أقوى الأندية الفرنسية، وذكر كثيرون وقتها أن الهدف الأسمى للمسؤول الأول عن الفريق كان هو منافسة فريق العاصمة الأول، باريس سان جيرمان، و التفوق عليه. وبذلك انضم بودربالة إلى قائمة كبار اللاعبين الذين لعبوا مع الفريق الذي كان يحمل في وقت سابق إسم"نادي راسينغ باريس".

بودربالة بفريق ماترا راسينغ

وكان النجم الجزائري حليم بنمبروك واحدا من الوجوه التي لعبت مع الفريق، وبالضبط موسمي 83 / 84، و84 / 85.

انضم بودربالة إلى كوكبة من الأسماء المعروفة، والتي ضمن عدد منها رسميته داخل التشكيلة الرسمية، لكن أرتور جورج لا يعطي الأولوية سوى للأصلح. وكانت بداية عزيز في مباراة قوية مع بوردو، ويقول بهذا الشأن "كانت أول مباراة ألعبها بقميص ماترا راسينغ أمام بوردو، حيث جاورت فرانسيسكولي في خط الهجوم، وقدمت كالعادة عرضا كبيرا توجته بتوقيع هدف، حيث فزنا بحصة (3-1)".

قضى بودربالة موسمه الأول مع ماترا راسينغ، وكان يلعب باستمرار في التشكيلة الرسمية، جنبا إلى جنب مع الجزائري حليم بنمبروك، والفرنسيين ماكسيم بوسيس، ولويس فرنانديز وأسماء أخرى، غير أن الفريق عجز عن التألق. وكان التفوق في نهاية الموسم حليف فريق موناكو الذي فاز بلقب البطولة الوطنية متبوعا بنادي بوردو.

بودربالة

وبعد موسم واحد فقط، رحل المدرب البرتغالي أرتور جورج، وخلفه روني هوس، كما رحل عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق بسبب مجموعة من المشاكل التي عجز مسؤولو الفريق عن حلها، ورغم ذلك كله تم الإحتفاظ ببعض اللاعبين من بينهم عزيز بودربالة وبنمبروك.

حافظ عزيز على تألقه، وحاول قيادة عدد من العناصر الفتية التي عوضت الوجوه الكبيرة، وأبرزها وقتها المهاجم دافيد جينولا، و لاعب الوسط فانسون غيران. لكن أمام قوة باقي الأندية، كان الأداء متواضعا، وتواصل تراجع المستوى، ليقرر بودربالة الرحيل في نهاية الموسم، فاستجاب مسؤولو الفريق لطلبه.

يقول عزيز "قررت الرحيل والبحث عن أجواء أخرى، خصوصا أنني تلقيت بعض العروض من فرق أخرى، وخصوصا من موناكو وأولمبيك مارسيليا، وأيضا من أتليتكو مدريد، لكن أفضل عرض وصلني من فريق ليون الذي كان مسؤولوه وقتها يسعون إلى وضع اللبنات الأولى لبناء فريق قوي. ومع مرور السنوات، اتضح بالفعل أنهم اختاروا الوجهة الصحيحة، وأن جميع خطواتهم كانت صائبة، ويكفي أن الفريق حاليا يسيطر على الدوري الفرنسي الأول، كما أنه أصبح من أقوى الفرق الأوروبية التي يكن لها الجميع كل أشكال التقدير".

ويواصل "رفضت عرضت مدريد لأنه لم يكن قويا. أما بخصوص عرض أولمبيك مارسيليا الذي كان يقوده وقتها الرئيس برنارد تابي، فقد فكرت مليا قبل الرفض، لأنه صراحة كان عرضا مغريا، وأفضل بكثير مما قدمه لي نادي ليون، إلا أنني - كما أقول دائما - أتخوف ولا أتسرع في اتخاذ القرار. فقد أحسست أن هناك بعض الغموض، وبالتالي فضلت رفض العرض والإستجابة لدعوة ليون الذي كان صعد لتوه إلى الدوري الأول". 

التحق بودربالة بليون، وبجانبه مرة أخرى الجزائري بنمبروك، كما جاور مهاجما جزائريا آخر هو علي بوعافية، وكذا روسي، وبيونغ، وفوجيي، ونغوتي، ولاساني، وماسون، وديبروس، وكاباناس.

ووظل الدولي المغربي وفيا لعادته في التألق، والبحث عن طريق الأهداف، وفي موسمه الأول وقع أربعة أهداف ليحتل الصف الخامس في ترتيب هدافي الفريق. لكن عطاؤه تطور أكثر في موسمه الثاني، خصوصا أنه لعب أكبر عدد من المباريات، وانسجم أكثر مع مكونات ليون.

وكانت الحصيلة هي فوزه بلقب هداف الفريق بثمانية أهداف، وإن كان فريقه أنهى الموسم فقط في المركز السادس عشر، وضمن بالتالي بقاءه مع الكبار.

 

الورقة المقبلة: "اقتراب موعد الإعتزال"