وشهدت كرة القدم العالمية، مرور عدد من اللاعبين البارزين الذين حملوا القميص رقم عشرة، وهو القميص الذي كان يميزهم ويضعهم في مرتبة خاصة ومختلفة عن زملائهم في الفريق، وغالبا ما كان حامل الرقم عشرة، اللاعب المدلل في الفريق ونجمه الذي يساعده على النجاح.
الحلقة الخامسة: توفيلو كوبيلاس... أيقونة الكرة البيروفية
يعتبر كوبيلاس، من أفضل لاعبي كرة القدم الذين أنجبتهم بيرو، قاد متخب بلاده في ثلاث نسخ من نهائيات كأس العالم لسنوات 1970، 1978، 1982، وحمل فيها جميعا القميص رقم عشرة الذي كان يعتز به، وحتى حينما ذهب للاحتراف في القارة العجوز وتحديدا ضمن صفوف فريق بورطو البرتغالي، حمل كذلك الرقم عشرة.
أحرز "نيني" 268 هدفا في 469 مباراة رسمية في دوري الدرجة الأولى، ما جعله واحدا من أكثر لاعبي وسط الميدان الهجومي إحرازا للأهداف، لم يستغرب أحد عندما التحق كوبيلاس، بتشكيل المنتخب الأول وعمره لا يتجاوز 19 عاما.
تجاوزت شهرة كوبيلاس حدود بيرو بدءا من سنة 1969، عندما ساعد بلاده في المباراة الحاسمة ضد الأرجنتين في قلب بوينوس آيرس، ضمن تصفيات كأس العالم لسنة 1970، والتي انتهت بنتيجة التعادل 2-2، ومنحت التأهل لبيرو.
اتجه كوبيلاس إلى أوروبا سنة 1971، حيث قاد فريقا مشكلا من لاعبي فريقي أليانزا ليما، ومونيسيبال للفوز 4-1 في مباراة ودية أمام بايرن ميونيخ الألماني بلاعبيه المميزين مولر، وفرانز بيكنباور، ثم أحرز بعدها لقب هداف كوبا ليبرتادورس وجائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية لموسم 1972، لكنه فشل في التأهل لكأس العالم 1974 التي أقيمت في ألمانيا.
عاد كوبيلاس لبلاده سنة 1977، وقاد أليانزا ليما لإحراز لقبين متتاليين، كما ضمن التأهل إلى كأس العالم 1978، وأحرز خلاله 5 أهداف، ونال جائزة الحذاء الفضي، ولا يزال العالم قاطبة يذكر هدفه الخرافي في مرمى اسكتلندا، حيث أرسل قذيفة لا تصد ولا ترد من خارج مربع العمليات.
غادر كوبيلاس الملاعب بصفة نهائية سنة 1989، دون أن يتعرض للطرد طوال مشواره، وكان حينها لاعباً في صفوف ميامي شاركس في دوري الدرجة الثانية الأمريكي، لم يصبح "نيني" خليفة بيليه، لكنه ترك بصمات واضحة أثناء رحلته بملاعب الساحرة المستديرة، لدرجة دفعت بيلي، لاختياره ليكون البيروفي، الوحيد ضمن قائمة أفضل مائة لاعب في القرن.