وفي مؤتمر صحافي من المجمع الرياضي الشهير "فورو إيتاليكو" وليس من مقر النادي، ما يؤشر إلى حجم الخلاف مع الإدارة ولاسيما الرئيس الأميركي لروما جيمس بالوتا، قال توتي: "في الساعة 12,42 من يوم 17 ونيو 2019، أرسلت بريداً إلكترونياً لم أكن لأتخيل أن أبعث به يوماً ما، تقدمت باستقالتي".
وبعد أن دافع عن ألوان نادي كرة القدم طيلة مسيرته، بدءاً من الفرق العمرية (1989 حتى 1993) ثم الفريق الأول الذي خاض معه 786 مباراة وسجل له 307 أهداف بين 1993 و2017، حلّ "اليوم الذي أملت ألا يحل أبداً، إنّه يوم مؤلم للغاية، مثلت ثقلاً في هذا النادي، قيل لي أن قيمتي كبيرة، كلاعب أو إداري، والآن سأغادر وهذا أمر مؤلم".
وبعدما عرف بـ"الفتى الذهبي" خلال بداياته الكروية، اكتسب توتي لقب "ملك روما" عن جدارة بفضل ما قدمه خلال الأعوام الطويلة، رغم فشل فريقه في المنافسة على الألقاب بالقدر الذي يتمناه.
عندما ورث توتي شارة القيادة من المدافع البرازيلي ألداير بقيادة المدرب التشيكي زدينيك زيمان عام 1998، كان يبحث عن تحدي الارتقاء بالفريق وقد نجح في الوصول إلى هدفه لأنه تمكن بعدها بعامين من قيادته إلى لقب الدوري (2001).
وعلى رغم أنّ روما لم يكرّر الفوز باللقب منذ ذلك الحين، لكن توتي حبس أنفاس المشجعين والفرق المنافسة على حدّ سواء بمهاراته الرائعة وأهدافه التي وصلت إلى الرقم 250 في الدوري.
توتي الذي أصبح بعد ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ38 أكبر لاعب يسجل هدفاً في دوري أبطال أوروبا، لم يكن قائدا عاديا، بل شكل أيقونة ورمزاً لروما سيصعب على مشجعي "جالوروسي" التأقلم مع فكرة رحيله عن النادي الذي استحوذ مستثمرون أميركيون على ملكيته عام 2011.
لكن، بحسب ما قال توتي البالغ من العمر حالياً 42 عاماً "ثمة العديد من الأمور التي دفعتني إلى التفكير، لم يشركوني أبداً"، في إشارة إلى عدم الأخذ برأيه في القرارات الإدارية والفنية، لاسيما مسألة المدرب وقرار التعاقد مع البرتغالي باولو فونسيكا الأسبوع الماضي، بينما كانت التقارير تشير إلى أن توتي يفضل زميله المتوج معه بمونديال 2006 جينارو غاتوسو.
وكشف اللاعب السابق: "لا يتصلون بي إلا عندما نكون في مأزق، لم أحصل يوماً على فرصة العمل في القطاع الرياضي كما أردت"، موجهاً سهامه إلى بالوتا بالقول "منذ أن جاء الأميركيون إلى رأس الهرم في النادي، حاولوا بكل الوسائل إقصاء أبناء روما من هذا النادي، هذا هو هدف بعض الأشخاص، لقد نجحوا".
